Friday, September 5, 2014

البقر يبغي حشيش // أم حنين



كتب أحدهم عن مجتمعنا وما وصل إليه حالنا بطريقة ساخرة وجميلة فقال: "زار مندوب من شركة أجنبية منطقة الخليج لكي يعد دراسة عن التطورات الاقتصادية والتجارية، ويصنّف الشرائح الاجتماعية في ظل التغيرات التي صاحبت المنطقة طوال العقود الأخيرة، فقال لأحد الصحافيين في المنطقة وهو يحاول الاستفسار منه لدراسته التي يقوم بها: لقد أصابني العجب العجاب مما رأيت وشاهدت لديكم في الخليج، ولم أستطع أن أصنف ما فحصته وعاينته، الوزير لديكم يعمل تاجرًا، والتاجر لديكم يحاول أن يكون ثوريًا، والثوري لديكم يحاول أن يصبح تاجرًا، والعامل يحاول أن يعمل موظفًا، والموظف يعمل صيادًا، والصياد يستأجر عاملًا هنديًا، والهندي يعمل جمعية بينه وبين رفاقه ويفتح برادة أو مطعمًا من خلال السجل التجاري الذي يستأجره من الموظف، والرجل عاطل عن العمل، والمرأة تبحث عن عمل، والأطفال يريدون نقودًا يصرفونها، وهنا أطلق المندوب آهة وسأل الصحافي بحسرة: هل يمكنك أن تعطيني وصفة لهذا المجتمع الغريب الذي رأيته؟ فأنا لم أفهم شيئًا مما رأيت؟؟!!!"

عند هذه النقطة توقفت عن القراءة لأعود بذاكرتي إلى الأغنية الشعبية التي تعلمناها عندما كنا أطفالًا في المدرسة، وكنا نغنيها غالبًا في الباص أثناء عودتنا من الرحلة المدرسية، تبدأ بـ (حمامة نودي نودي، سلمي على سيّودي، سيّودي راح مكة، يجيب ثوب العكة، ويحطه في صندوقي، صندوقي ما له مفتاح، والمفتاح عند الحداد...إلى نهاية الأغنية)، وهي عبارة عن سلسلة من الأمور والمطالب المرتبطة بعضها ببعض، و لا يتحقق منها أي شيء لأن كل طرف يتّكل على الآخر ليقوم بدوره، والآخر يتّكل على آخر، وهكذا، وتتداخل الأمور وتستمر السلسلة لتطول وتطول، إلى أن نصل إلى نهاية الأغنية الشعبية التي تقول: والبقر يبغي حشيش.. والحشيش يبغي مطر.. والمطر عند الله.. و يا عبد الله قوم صل، ما أقدر .. قوم تعشى ها والله.. لنعود في اليوم التالي إلى بداية السلسة من جديد...

6 سبتمبر 2014

No comments:

Post a Comment