Friday, September 5, 2014

انتقل إلى رحمة الله // أم حسين

 
 
كان الشارع مزدحمًا، نزل من سيارته عله يساعد في تنظيم مرور السيارات تخفيفًا للازدحام، فجأة ضربته حافلة سقط.. ومات.
 
هكذا هو الموت يأتينا على حين غفلة..
 
حقيقة لا أعلم من أي جانب أبدأ موضوع (الموت).. فكل زواياه مظلمة وكل أحداثه مؤلمة..
 
أوليس بقاهر البشر!!؟
 
ولكن شدني جانب من جوانبه التي ترقى بالنفس وتسفه كل ما يجعلنا نتعلق بما على هذه الأرض، جانب يبين لنا عظمة الله وهو العظيم.
 
(الموت)
عملية انتقالية من دار الفناء إلى دار البقاء تخليدًا للروح وفناءً للجسد.. ولفناء الجسد عملية دقيقة جدًا.. أكّد العلماء بعد عدة دراسات أن الموت يُخلق في داخل النطفة، ويتطور داخل الخلايا منذ أن يكون الإنسان في بطن أمه.
 
يقول العلماء: يُخلق داخل كل خلية عناصر مثل صمامات الأمان تتحكم بحياة الخلية، فبعد كل انقسام يتغير حجم هذه العناصر، وكلما قصر طولها تقترب من الموت، وعند حجم معين تتوقف الخلية عن التكاثر وتموت، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
 
أطلق العلماء مصطلحًا طبيًا جديدًا على موت الخلية أسموه (الموت المبرمج للخلية)، أي أن عملية الموت مبرمجة تلقائيًا في جسم الإنسان بعد فترة معينة من حياة الخلية، وتختلف هذه الفترة من فرد إلى آخر.. تبدأ الخلية بأفعال أطلق عليها العلماء (بالأفعال التنكسية) فيتبدل التغيير في الخلية من جوانب عدة كالشكل ودرجة النشاط والمهام وبعد عمر معين تتوقف. يقول العلماء أن محاولة إيقاف هذه العملية يعني محاولة إيقاف الموت. وقد حاول بعض العلماء فعلًا ذلك فوجدوا بمجرد محاولة علاج الخلية التي بدأت بالأفعال التنكسية فإنها تتحول إلى خلية سرطانية وتنفجر لتنتشر في الجسم.
 
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ
 
ذلك كان جانبًا واحدًا من كل جوانب الموت التي تبعث لنا مرارًا وتكرارًا رسالة واحدة وهي:
 
أننا راحلون لا محالة..
 
وما هذه الدار بدار للبقاء، وإنما هي دار فناء.
 
ويأتي السؤال: ماذا سنترك وماذا سنأخذ!!؟
 
نحفظ أجابة السؤال عن ظهر قلب.. سنأخذ عملنا فقط وما سواه مما كان له كدّنا وسعينا من مال وبنون سنتركه ونرحل..
 
والقليل منا من يعتبر!!
 
رحيل أحد أحبتنا يهز كياننا كزلزال ويشقق ألم الفراق أضلاعنا وننهار، وما هي إﻻ أيام ويرجع حالنا كما كان..
 
ونتوه من جديد في كدّنا وسعينا، نغضب ونخاصم ونقطع أرحامنا وأصحابنا على ما سنخلفه ورائنا، ونغفل والموت يحوم حولنا ينتظر لحظته لينقض وينتزعها وبعدها يبقى المنى:
 
ربي ارجعون.. ربي ارجعون..
 
 
4/9/2014

 
http://www.sciencedaily.com

No comments:

Post a Comment