Friday, September 19, 2014

أعتذر// ز.كاظم


 
 
أعتذر عن المواصلة في سلسلة الثورة الصناعية..
 
وأعتذر كذلك عن عدم قدرتي على المشاركة في كتابة مقال هذا الأسبوع. أحد أعضاء مدونة ارتقاء يحثّنا دائمًا على أن نستثمر فرصة أيام الأسبوع ونجهز مقالاتنا يوم الثلاثاء لكي يتم تقييمها قبل أن تصدر يوم السبت اللاحق، إلا أنني ولله الحمد لم أتوفق إلا مرة واحدة في تجهيز مقالي مبكرًا. وقد جرت العادة أن أكتب مقالاتي في الساعات الأخيرة قبل النشر. وفي كل مرة تسلم الجرة، إلا هذه المرة! فقد جلستُ لعدة ساعات أحاولُ جاهدًا أن أطرح فكرة مقال أخدم بها مجتمعي في مقال هذا الأسبوع، ولكني لم أفلح. تجمد العقل وجف حبر القلم، فما العمل؟
 
هل أترك كتابة مقال هذا الأسبوع؟ لا، فأنا أؤمن بصعوبة إحياء العمل بعد أن يتوقف ولو مؤقتًا. الكثير من التجارب علمتني أن أخطر ما يكون في مسيرة العمل أن يتوقف، وسأعرض تجربة واحدة قد ذكرتُ جانبًا منها في مقالاتي السابقة، ألا وهي تجربة نشرة الانتظار. إذ بعد سنين من العمل المتواصل في إصدار المجلة، بدأ عدد الكادر يقلّ شيئًا فشيئًا حتى أصبحت المجلة تعتمد على كادر صغير جدًا واجه صعوبات كثيرة في إصدار النشرة في وقتها المحدد وبنفس المحتوى والشكل. أصبحت المقالات والتي كانت تُكتب من قِبل القراء نادرة، وكذلك فقدت النشرة عددًا من كادرها التقني والفني.
 
تصدّر رأيان من طاقم النشرة، رأي الفريق الأول: أنه من الأفضل التوقف مؤقتًا لاستقطاب كادر جديد، بينما كان رأي الفريق الثاني -وقد كان قليل العدد- أن يُواصل العمل ويستمر على شحة الموارد وقلة العدد والناصر. وقد انتصر رأى الفريق الأول، وتوقفت النشرة لأجل مؤقت دام ولله الحمد والمنة إلى يومنا الحاضر.
 
من هذه التجربة تعلّمتُ فداحة التوقف مع علمي بوجود تجارب أخرى استطاع أصحابها أن يرجعوا وبقوة لإكمال مسيرة عملهم، إلا أن هذه التجارب قد تكون قليلة إزاء الكثير من التجارب الأخرى التي لا ترجع لعهدها بعد أن يتم ايقافها مؤقتًا.
 
من هنا، عشت الصراع في هذه الساعات الأربع، بين ترك المقال لهذا الأسبوع على أمل أن أواصل الأسبوع القادم خصوصًا وأن النوم سلطان، أم أحاول أن أملأ هذه الزاوية ولا أتركها لئلا تتعوّد نفسي على هذا الأمر من عدم المشاركة في الكتابة!
 
كم من المواقف في حياتنا الأسرية أو المجتمعية أو حتى العملية تصيبنا حالة التوقف في القيام بمسؤولياتنا سواء كانت عملية تنظيف البيت، أو مشاركة في صلاة الجماعة، أو حضور المآتم والأنشطة الدينية، أو تطوير قدراتنا الذاتية والمهنية، أو مواصلة الدراسات العليا، أو أو أو، ونعجز بعد ذلك عن الرجوع للقيام بهذه المسؤوليات! أول الغيث قطرة. 
 
أطرح بعض النقاط السريعة التي أرجو منها أن تكون مفيدة لي ولك عزيزي القارئ في المواصلة وعدم التوقف:
 
 
1. لا تتوقف: الإيمان بخطورة التوقف كفيلٌ بأن يخلق عندك دافعًا بأهمية الاستمرار في العمل، واجعل هذا الإيمان بالخطورة يتملك جميع تفكيرك وعقلك واحساسك.
2. لا تنتظر لآخر الوقت: الانتظار لآخر الوقت يجعلك في موقع ضغط قد يضطرك لأن تتوقف، فلذلك كن دائمًا محترزًا من أن تؤجل أعمالك لآخر الوقت. البعض يعتقد أن الانتظار لآخر الوقت قد يدفعه لأن يقوم بالعمل بسبب -الضغط-، والبعض قد يتصوّر أنه يُبدع في الظروف الشديدة القاسية ولذلك تراهم يؤخرون أعمالهم لآخر الوقت أملًا في تلك الحالة النفسية من الضغط التي تفجّر عندهم الطاقات -كما يتصورون-، إلا أن مخاطر هذه العملية تجعل الفرد متوترًا وغير فاعلٍ على المستوى المطلوب. فإن الوقت الكافي للقيام بالعمل من شأنه أن يعطي الفرد القدرة على مراجعة العمل وإتقان نواقصه وإحكامه.
 

3. نظّم وقتك: من المهم جدًا أن ينظم الفرد وقته بحيث يتمكن من القيام بمسؤولياته على أكمل وجه. البعض يتعذر بالظروف من مشاغل أسرية ومتطلبات العمل والواجبات المجتمعية، لكن كل تلك الأمور لو تم تنظيمها بشكل جيد، فإن هناك متسعًا من الوقت للقيام بكل تلك المسؤوليات.
4. عش اللحظة وركز: عندما تقوم بعمل ما -وخصوصًا إذا كنت متأخرًا فيه ولا تريد أن تتوقف- فعش اللحظة وركّز فيها. وهذه عملية صعبة لأننا دائمي التفكير إما في الماضي وتبعاته أو في المستقبل وأحلامه. لا. خذ نفسًا عميقًا، وركز على أن تعيش اللحظة التي تجعلك تؤدي مسؤوليتك. دعك من الماضي فقد مضى، ودعك من المستقبل فهو غائب، وعش اللحظة بكل دقائقها لتنتج عملك وتؤديه.
 
5. تعلّم الدرس جيدًا: وحاسب على أن لا تضع نفسك في موقف آخر اللحظة وتحصر نفسك في إما أن تؤدي العمل أو تساوم نفسك على التوقف، ولو مؤقتًا.
 
أعتذر مجددًا على هذا المقال المكتوب في الساعة الأخيرة من النشر، وقد تستغرب عزيزي القارئ من كتابتي هذا المقال بهذه الصورة، إلا أن كتابة المقالات الأسبوعية في مدونة ارتقاء أصبح عندنا من الأمور التي تحمل قدسية كبيرة ومسؤولية عظيمة في أنفسنا، فهو عمل نستفيد منه ربما أكثر مما نفيد به القارئ، ولذلك ليس من السهل أن يمضي أسبوع بدون أن نجدّد عهدنا مع هذا العمل. وإلى اللقاء في الأسبوع القادم.
 
 
20 سبتمبر 2014
 
 

No comments:

Post a Comment