Friday, June 20, 2014

يوم // أم حسين (2376)

يذهب (ابنك/ابنتك) من الأحد حتى الخميس إسبوعياً إلى المدرسة على مدى تسعة أشهر فما هو عدد الأيام التي يقضيها (ابنك/ابنتك) على المقعد الدراسي على مدى 12 عام!!؟
 
5*4*9*12= (2376) يوم
 
نعم 2376 يوم، مرحلة عشناها نحن كأمهات وآباء بكل ما فيها من نجاح وفشل وألم وفرح قبل أن يعيشها أبنائنا، ولذلك  يفترض بنا أن نجنبهم ما تعرضنا له وعانيناه خلال تلك المرحلة، إلا أننا وللأسف نصرّ على عكس ذلك، فنمارس عليهم ما مورس علينا وكأننا نعيش في دائرة انتقامية لا نريد لها أن تنتهي، فما فعله أبائنا بنا سابقاً نعيده ونمارسه حالياً على أبنائنا.
 
أكثر ما يثير حفيظتي حقاً هي حالة الاستنفار التي تعيشها معظم الأسر خلال فترة الامتحانات، والتي تضغط على نفسية الطفل لدرجة أنه لا يأكل وﻻ ينام، وإن نام يستيقظ مرعوباً لأنه رأى في حلمه أن أداءه في الامتحان لم يكن بالشكل المرضي. وكل ذلك ناتج من ربطنا الخاطئ  بين الأجواء الضاغظة وتحقيق النتائج الجيدة.

وليتنا نكتفي عند هذا الحد!!
 
فما إن تنتهي فترة الامتحانات بضغوطاتها الجسدية والنفسية حتى نبدأ بضغظ نفسي من نوع آخر نمارسة من خلال التهديد والوعيد والترديد على مسامع أبنائنا جميع أصناف العقوبات والحرمان في حال ـن نتيجتك أيها الابن ليست مرضية لنا.
 
والويل والثبور لذلك الطفل ان لم يتفوق.
ليستمر مسلسل التعذيب بحلقة جديدة عنوانها (أنت لست متفوق) ..
 
يُهان ويُضرب ويُخاصم بحجة (فشلتني بين الناس تمنيت أشوفك بين المتفوقين)، ونأبي أن نقف عند حد فنبدأ سلسلة المقارنات بابن فلان وعلان ونتائجه الأفضل.. أنظر إلى أمه كيف تفتخر به أمام الناس وما فعلت أنت بي!! وكأننا نصرّ إصراراً جاهلاً منا لتحطيم اي أمل لإنجاز قد يحمله المستقبل لهذا الابن.
 
والله والله والله أننا نقتل أبنائنا بهذه الكلمات والمقارنات الهدامة، فكل كلمة كطعنة تصيب قلوبهم الصغيرة. مخطئ من يدّعي أنه يفعل ما يفعل بهؤلاء الأطفال لأجل مصلحتهم ومستقبلهم، في الحقيقة نحن نطالب بتفوقهم لنباهي بأنفسنا أمام الناس ونحقق ما عجزنا عنه أو أننا نستنسخ أنفسنا من خلالهم، نحن لا نفكر بهم بل بأنفسنا، ويخادع نفسه من يعتقد غير ذلك.
 
فلو كنا كما ندّعي لاكتفينا بتوجيههم بما يساعدهم ولم نكن لنقدم على التفوه بكلمة تهينهم وتكسرعزيمتهم للتقدم إلى الأفضل، فنحن نعلم بأن الله خلق الإنسان بقدرات ومهارات تختلف في النوع والكم من شخص لآخر. فكل ما يتوجب علينا فعله هو الحرص على مساعدتهم لبذل ما باستطاعتهم، ودعمهم بالتشجيع، وإن لم يحرزوا نتيجة مرضية نبارك لهم ما حققوه وإن كان مخالفاً لتوقعاتنا، ونتمنى لهم التوفيق وإحراز نتيجة أفضل مرة أخرى حتى وإن كانت في مجال آخر.
 
فعدم مقدرة الطفل على تحقيق التفوق ﻻ تعني أنه يعاني خللاً ما في الفهم والإدراك، أبداً.. كل ما هنالك أنه قد يكون متفوقاً ولديه مهارات في الجانب العملي أكثر من الجانب النظري.. فالأمر جداً طبيعي.
 
ورسالتي لنفسي وإلى كل أم:
 
2376 يوم من حياة ابنك ارسمي فيها بحنانك أجمل الصور فحنانك ما يدفعه لبناء مستقبل باهر، ولا تسمحي لنفسك أن تكوني سبباً لفشله ليقف يوماً حتى لو كانت وقفة بينه وبين نفسه ليلومك على فشله.
 
اعتذار..
 
أقدمه لورداتي الصغيرات من خلال هذا المقال على فترة مضت مارست فيها بجهل ما كتبته، فألتمس العذر من قلوبكن حبيباتي.. فالقادم بكن أجمل بإذن الله..
 
20 يونيه 2014 

No comments:

Post a Comment