Saturday, June 21, 2014

ارفع خشمك.. أنت الأفضل // أم علي


من حَقِّك أن تكون الأفضل والأميز بين المحيطين بك، لكن لا بدَّ أن لا يكون ذلك على حساب تهميشهم..
 
إنَّ السعي للارتقاء غايةً طبيعية، إلا أنَّ الفوز بالمراكز الأولى والمراتب العليا يدفع البعض أحيانًا للاكتساء بالغرور، ويتناسى وربما يغفل فعلًا عن أنَّ التغني بالأفضلية والتعالي على الغير أمر مذموم ولا ترضاه أي نفس غايتها في الدنيا العمل لمرضاة الله عز وجل، فالغرور مقبرة وسقوط علني في الهاوية، بل هو بداية الموت لأي شخص يترفع على غيره خاصة إذا كان هذا الترفع لنجومية عابرة أو تميز هش مصيره في النهاية الزوال.
 
التعالي والاغترار بالنفس سمة للبعض خاصة أولئك الذين يصلون إلى المناصب أو عموم التفوق على الغير في ساحة ما.
 
المتعالون عقدتهم الإحساس بالنقص، لذا فإن فور حصولهم على أفضلية في موقع أو مجال معين لا يفكرون إلا برفع خشومهم والتغطرس على من حولهم، وهم جهلاء يهملون التركيز على أعمالهم وانضباط أمورهم ويركزون في كيفية إثبات أفضليتهم للآخرين وبذلك يكونون غير مسيطرين على مواقعهم وأفضليتهم بل منشغلين بالتكبر، فالمشي كالطاووس غاية يمارسونها يوميًا والصراخ والعويل أسلوبهم لإشباع (الأنا) لديهم معتقدين أنهم بذلك يسيطرون على القمة ويبعدون الآخرين عنها.
 
هوس التفوق والفوقية والأستذة صنوف وسلوكيات بغيضة نلحظها في تفاصيل حياتنا اليومية في المرافق العامة والخاصة بل بين الزملاء في المهنة الواحدة ولا نبالغ إذا قلنا بأنها موجودة في منازلنا.
 
شخصيًا أستغرب من سير بعض الشباب والفتيات بصدور «منتفخة» ملئت بالغطرسة والنظر إلى الناس بعين الاستصغار.
 
التهذب في التصرفات والسلوكيات أمر لا بد منه في حياتنا بل إن الواحد منَّا لا بد أن يحاسب نفسه في أي لحظة عابرة من يومه كأن يتساءل عمن عاملهم بسوء ظن أو بغيبة أو بتلفيق تهمة من التهم.
 
لو أننا حاسبنا أنفسنا على تصرفاتنا اليومية (قبل النوم أو بعده) لابتسمت لنا الحياة ولعرفنا أن حسن الخلق هو الفطرة التي لا بد أن نلزم حدودها وأن نجعلها هدفاً ساميًا نرتقي للوصول إليه حتى تسمو الحياة إلى الأفضل وتخلو من أشكال الغرور وصنوف الغطرسة الزائفة، وتذكروا بأن هذه الدنيا نهايتها الزوال وبأنها في ملكوت الله لا تساوي (جناح ذبابة)
 
20 يوينه 2014

No comments:

Post a Comment