Saturday, June 7, 2014

عفوا .. من هو ( ... ) ؟ // أم علي



يقول شوقي 
إلام الخُلف بينكم إلاما.. وهذه الضجة الكبرى علاما 

حين دلفت لتويتر ذات يوم وجدتُ ضجةً وجدلًا واسعًا.. اقتربتُ لأستبين الأمر فوجدتُ الخلاف محتدم حول شخص يقال له (...)، خرج إلى الناس بأقوال غريبة وعجيبة..

بين ثناياه كلام لا محل له من الإعراب الفكري، كلام مكرر يُلاك كقطعة لبان تنتقل من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين، وفوق وتحت وتحت وفوق.. وكله في فضاء الفم (فقط)!

لم أهتم بما تفوّه به؛ لأن القائل لا يعنيني في شيء ولا يُشكّل نقطة في صفحة اهتمامي، ولأن ما باح به لا يعدو كونه ترديدًا أجوف لما فاضت به كُتب أقوام لا يربطنا بهم دين أو نسب، بيد أن أسئلة ما برحت تجول مُذ وطئت تلك الضجة أذني.. 

من هو (...)؟

وماذا يشكّل على خارطة الفكر؟

وأين موقعه على تضاريس ثقافتنا؟

يأتي رجعُ الأسئلة إجابةً تكشف مدى الهوة الثقافية السحيقة التي تهوي بنا الى أعماقها دائرة الاهتمام الضيقة بكل ما لا يضيف لنا شيئًا ترفع الستار عن مسرح زمننا العاق هذا المليء بألوان من المهرجين والمرددين الذين يقولون كل شيء عدا الحقيقة..

من هو (...) 

هؤلاء الذين سُلط عليهم الضوء، هم تجسيد لحالة التخبط واللا انتماء التي يعيشها أبناء هذه الأمة المهزومة من الداخل، هؤلاء النكرات يظلّون نكرات حتى لو أضيفت أل التعريف لهم، لأنهم يكتبون اللا شيء على أسطر الفراغ..

بواعث الكلم لديهم لا تنبثق عن هموم أمتهم وآمالها بل بما في نفوسهم من هوى وما يعتمل في صدورهم من رغائب..

يا لهذا الزمن العاق الذي جعلنا نبحث عن ارتواءات الظمأ في تشققات الجفاف، لن نستطيع المضي قدمًا طالما أنظارنا معلقة بالأسفل حيث يعبث الأقزام وليس بمقدورنا أن نستشرف أفق المستقبل طالما التفاتاتنا دومًا إلى الوراء حيث يقبع الإنهزاميون هناك..

(...)  شيء من الطفح الثقافي الذي ابتليت به أمتنا.. كان في أقصى اليمين تطرفًا ثم تحول إلى أقصى اليسار.. لا يملك إلا مجموعة من السباب ويد ضعيفة يحاول أن يعيق بها حركة الفكر.. 

ليست المقالة عنه فحسب، ولكنه اختيار عشوائي من عينة تشابهت عناصرها.. هناك الكثير ممن هم على شاكلته..

يا لغباء هولاء الذين (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)

7 يونيه 2014

No comments:

Post a Comment