Thursday, June 12, 2014

مجرد اقتراح.. عفا الله عما سلف // صالح القزويني



لا يراودني أدنى شك أنَّ جزءًا من استمرار معاناة الشعوب في نضالها ضد حكوماتها خاصة في الدول التي لا يحكمها دستور ولا توجد فيها آليات رقابية؛ يعود إلى خشية المسؤولين في هذه الحكومات من عواقب تنحيهم عن السلطة.
 
فبما أن هذه الدول لا تحكمها أيَّةُ ضوابط ولا توجد رقابة ولا محاسبة فترى أن المسؤولين فيها لا يتورعون عن القيام بأي شيء يحلو لهم، ولكن في نفس الوقت تمرُّ عليهم نوبات من صحو الضمير سواء بطريقة عفوية وذاتية أو نتيجة احتجاجات الشعب والرأي العام، ولكن ما الذي يمنع من ترجمة صحوة الضمير هذه إلى واقع؟
 
ربما أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو الخشية من المستقبل المجهول الذي ينتظر هذا المسؤول، وتبقى هذه الخشية تراوده حتى لو حصل على ضمانات أكيدة بعدم المساس به، لأنه يعلم أن ضحاياه لن يغفروا له جرائمه البشعة التي ارتكبها بحقهم.
 
إننا هنا أمام مفترق طرق وخيارين أحلاهما مُرُّ، فإما أن نُصِرَّ على ضرورة الانتقام ومعاقبة المجرم وهو حَقٌّ لا رسالة سماوية تستطيع تجاوزه ولا قانون وضعي، ولكنَّ هذا الإصرار ربما يؤدي إلى المزيد من الضحايا والخسائر والمعاناة، لأنه يدفع المجرم إلى الإمعان في إجرامه وارتكاب المزيد من الجرائم ليمنع يد ضحاياه من أن تناله، وإما أن نعفو ونصفح، ومن المؤكد أن هذه الكلمة سهلة على اللسان ولكنها صعبة جدًا في التطبيق.
 
بالتأكيد أن هذا الكلام لا يروق الضحايا ويرفضونه بشكل قاطع وهذا أمر طبيعي، فالذي قُتل أحب الناس اليه، أو الذي انتهك عرضه، أو الذي صودرت جميع حقوقه وأمواله، أو الذي قضى أجمل سنوات عمره في السجون، كيف بوسعه مواصلة حياته وهو يرى أن الذي فعل كل ذلك به يعيش وكأنه لم يفعل شيئاً؟
 
لا أحد ينكر هذه المشاعر، ولا أحد ينكر أن القوانين السماوية والأرضية أعطت الضحية الحق الكامل في معاقبة من أجرم بحقه..

ولكن، هل الظروف مهيأة لتصل يد العدالة إلى المجرمين، وإنزال العقاب بهم، أم يجب علينا إيجاد سبيل لوضع حدٍّ للمعاناة التي نتجرعها على أكثر من صعيد؟
 
14 يونيه 2014
Ssaleh1347@gmail.com

No comments:

Post a Comment