Saturday, June 7, 2014

نحن لسنا سعداء!! // أم حسين



جاء الدين الإسلامي بحدوده الإلهية لينظم حياة الفرد مع الله ونفسه والآخرين، حدود تجعله قادرًا على إحياء جميع الجوانب المادية، المعنوية، الجسدية والروحية بشكل معتدل لتضمن له شخصية متزنة تجعله سعيدًا.

إلا أننا كمجتمع إسلامي لسنا سعداء!! هذا ما أراه..

 منذ بزوغ فجر الإسلام خاض النبي محمد (صل الله عليه وآله) معارك فكرية وعسكرية مع الكفار والمشركين الذين حاربوا الإسلام والمسلمين بشتى الأساليب بدءًا بشخص الرسول ونعته بالساحر والمجنون بعد أن كان الصادق الأمين، لتتسع دائرة الحرب وتشمل المحيطين بالرسول فيحصارون ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، إلا أن الدين كان في حالة مدٍّ مستمر..

فُتِحَتْ مكة وكانت الصورة كفيلة ليفهم الكفار أن مَدَّ الإسلام المحمدي قوي ومن الخطأ بعد هذا الفتح إعلان الحرب عليه ك خصوصًا وإنه يمتلك مقومات تحاكي فطرة الإنسان وتجعل نفسه متزنة مكرمة على عكس الأديان الأخرى.

من هناك ومن تلك الفترة بدأ الشيطان برسم معالم خطتة لضرب الإسلام من الداخل بمنهجية (تفريغ الإسلام من مفاهيمه والحفاظ على اسمه ظاهرًا).

وكان يوم وفاة الرسول فرصة سانحة للبدء بتنفيذ المخطط الشيطاني، كيف لا فما من حدث يستطيع ان يهز النفوس ويجعلها مضظربة لا تتمكن من التمييز بين الصح والخطأ بسهولة كرحيل الرسول الأعظم، نعم السقيفة كانت بداية غزو الإسلام ثقافيًا وتحريف  تعاليمة لتفريغة من الداخل.

قد يظن البعض أننا نحن كشيعة نجونا من المخطط الشيطاني ومخطئ من يعتقد ذلك فنحن مُستَعمَرُون ثقافيًا وفكريًا حتى النخاع.

فما نحن سوى أمة أُفرغت من جملة من عاداتها وتقاليدها وثقافاتها حتى فقدتْ حضارتها الإسلامية والتي امتدت من شرق الأرض إلى غربها، فها نحن نعيش بين ظواهر اجتماعية غريبة على مجتمعاتنا بل لا تمت إلى إسلامنا بأي صلة..

نحن مُستَعمَرُون على المستوى الفردي والجماعي.. المعنوي والمادي.  

فالديمقراطية، الموضة، العصرية وغيرها الكثير من المصطلحات ما هي أساليب تم استخدامها لتفريغنا من الداخل، فلم نعد سوى  متشبهين بالغرب في كل أمور حياتنا ومقاييس الغرب هي التي تحكم بعصريتك أو تخلفك.ث!

نكون متعلمين عندما نتحدث لغتهم ومظهرنا لائق عندما نرتدي الجينس و (low west) (t-shirt) (Rolex)، منظمين بأسلوبهم..

إداريًا، نظامنا أمريكي، جودتنا عالية عندما تكون معاييرنا أوربية، وبيوتنا كما عمرانهم.

قد يجد البعض أنني أبالغ إلا أن كل ما ذكرتُه من أمثلة لم يحدث من باب الصدفة، بل طبق بعد دراسات علمية مستفيضة لعلوم كثيرة ليتم استعمارنا ثقافيًا وجعلنا مسلمين في الظاهر متشبهين بهم في الباطن ففقدنا معادلة الإتزان.

وأكرر خاتمة مقالي السابق (السعادة بين الدين والتمدن) وأقول:

(كمجتمع إسلامي يحمل الدين المحمدي الأصيل) نحن أسوء حالاً من الإنسان الغربي، فمجتمعاتنا اليوم تعيش حالة انفصام في الشخصية المجتمعية لما تدعيه من إسلامها ظاهرًا وما نعيشه من ثقافة غربية باطنًا حتى اهتزت قواعدها المتزنة ففقدت شعوبها السعادة.

فنحن لسنا سعداء.. 


7/6/2014

No comments:

Post a Comment