Friday, June 6, 2014

خاطرة : غربة وطن // إيمان الحبيشي




 تقفُ بعمق وطنك
بين احبتك وجماعتك
تنتشي والجميعُ حولك.. أو هكذا يجب أن تشعر
لكن عوضا عن ذلك.. تشعر بغربة.. بمرارة
ورغم برودة الجو وجميل عبيره.. تستشعرُ القيظَ بين جنباتِ روحك
قد يرتفُع بصركَ للأمام.. لكن قسوةُ شَمسِكَ تُجبِرُكَ لتعودَ بأدراجِ نظراتِكَ لتحتِ قَدمِك

تَوقف عن الحُُلم
تَوقّف عن الأمل
كُفَ عنِ التفاؤل
لا تَبتسم

حياةٌ قاسِيَةٌ تلفُ تِلكُمُ الأحلام
وأفعى البطشِ تَلتَفُ حولَ روحِ أمَلِك حتى لتظن أنها تكادُ تَلفُظُ أنفاسها الأخيرة..
وباتت ابتسامَتُنا الصفراء الساخرة عُنوان تفاؤلنا الذي نخشى أن يَشتدَ عودَه ف ..... يَنكَسِر!!


أعوامٌ تمَضي.. أيامٌ تتفلت مِن بينِ أيدينا.. دون أن نشعرَ بها.. تَسلبُ من أرواحنا بقايا الحياة.. فتزحفُ تجاعيُد الوجعِ على جِباهنا ولمّا يَحُن أوانها بعد!
وينقلب سواد شعرِنا لبياضٍ لا يُشبهُ قُلوبنا التي اسودت من القهرِ والحَزن..
حتى يصيرُ حُلمُنا مُجردَ "قبرٍ وَكفن" نتوقُ لنتوسده..
حتى يصيرُ "نزعُ الروحِ" غايٌة لمشتاقٍ يتوقُ لعدلٍ ما عرف معناهُ على أرضِ الدنى..

غَريبون نحنُ بدنيانا..
غَريبون بأحلامنا وأمانينا..
فكلُ ما نرجوه "بسمة" انتَزعها الزمانُ.. وأخونا الانسانُ من شِفاهِنا عُنوة..

قاسٍ هذا الإنسانُ على نفسه..
حتى تجاسرَ فقسى بنفسهِ على آخرين..
ظلومٌ ويُُوغِلُ في ظُلمِ نفسهِ باستباحةِ دماءِ أخيه
عَرضُ أخيه
قلبُ أخيه
روح أخيه

نسى أنّ الحياةََ كما تُدين تُدان
فعرضٌ بعرض
وإذلالٌ بإذلال
وقسوةٌ بقسوة

قد يكونُ جَزاءُ سيئة بمثلها
لكن ما عاد جزاءُ إحسانٍ.. إحسانًا
ما عاد الوفاءُ جزاء الأوفياء
ما عاد الحبُ جزاء المحبين
ما عادت الجنةُ للأتقياء ولا النارُ للأشقياء
على هذه الوسيعه كل الآيات مقلوبة!!
فالجنانُ للطغاة
وتحقيقُ الأحلام لصائدي الفُرَصِ والاستغلاليين والوصوليين
والنارُ من نصيبِ الصالحين!!

ما عاد الجزاءُ من جنسِ العمل
فإخلاصُ بقلةِ اكتراث
وتمسكٌ بكسرِ إرادة
وإصرارٌ بقتلِ عزيمة

عُذرا أيها الإنسان.. عُذرا أيتها الأوطان 
لقد كفرتُ بكم
وكل ما أرجوهُ منكم
غُسلٌ وكَفن!!

7 يونيه 2104



No comments:

Post a Comment