Friday, June 13, 2014

بين الشك والسذاجة // أم علي

يقال كان هناك رجل (طيب) القلب..

كان إذا رأى رجلاً غريبًا مختبئًا في خزانة ملابس حجرة نومه.. وادعى الرجل الغريب أنه كان ينتظر الأتوبيس، راح يقول للغريب إن محطة الأتوبيس في الشارع الخلفي على يدك اليمين!

وإذا رأى رجلاً غريبًا مجردًا من ملابسه تحت سرير زوجته راح يشد شعره ويقول الشك.. الشك
يتهم هذا الرجل صديقه بأنه السبب!

لأنه هو الذي أقنعه أن لا يشك في الناس، وأن الشك ظلم صارخ لا بد للإنسان السوي أن يبتعد عنه حتى لا يظلم الآخرين.
 
حكاية غريبة لإنسان أغرب منها حقًا..
 
جميعنا نعلم جيدًا أن الشك هو سبب المصائب والهزائم التي تلاحق الأمة العربية منذ زمن بعيد؛ لأننا أصبحنا بزرعهم الشك في قلوبنا نتطلع لليمين واليسار والخلف بدلًا من التطلع للعدو الذي أمامنا.!
 
لكن لا بد لنا أن نعرف أن الحذر من مستنقعات الشك لا يعني السذاجة!
 
الساذج يلغي عقله ولا يصدق عينيه ويتصور بسذاجته أن كل الدنيا وسكانها ملائكة..! بينما الشكاك يغمض عينيه وعقله معًا ويؤمن أنه لا يوجد في الدنيا غير الأشرار وأهل السوء..
 
السذاجة يا سادة تزيد عدد ال****ين في البلاد وهم من يستغلون الساذج فينصبون عليه، بينما الشك يضاعف ويضاعف عدد الكافرين بكل المبادئ والقيم وقد تصل للكفر بالله والناس.
 
ولكي نرقى بشعوبنا العربية لا بد لنا أن نعالج الحالتين، لنخلص أنفسنا ومجتمعاتنا من الشك القاتل المدمر، ومن السذاجة الغبية، فهي مدمرة أيضًا، ودمارها لا يقل عن ذاك الذي يسببه الشك..
 
لا بد للشعوب العربية أن تفتح عقولها وعيونها مع آذانها، فإن العيون والعقول هي المصفاة التي تفرق بين الحقائق والأكاذيب.
 
من السذاجة أننا ننفخ من نحب ونغرقهم بالزهور وصنوف الثناء والمدائح حتى يصابوا بتخمة فلا يرونا تحت كروشهم..
 
وبالشك نقتل الصدق ونذبح الطاقات فتخسر الأمة كفاءات وكفاءات..
 
أتمنى أن نبني بيتًا قبل أن نشرع في هدم عمارة كاملة لأن هدم العمارات عملية سهلة
جدًا بينما بناء البيوت صعب..
 
لا بد من التفريق بين الشك والسذاجة..
 
وبينهما يسقط الوعي سهوًا..
 
14 يونيه 2014

No comments:

Post a Comment