Friday, June 13, 2014

ذي ماتركس (المصفوفة) // أم حسين


 
 
يقول مارلون براندو الممثل الأمريكي الشهير عاش في العشرينات والذي اتجه إلى كتابة سيناريوهات بعد أن سئم التمثيل للأفلام بأن:

(هوليوود سم الإمبريالية العالمية حيث تم تصميم كل فيلم لاستعمار واستغلال العقل البشري).
 
وهوليوود ذراع واحد من الأذرع العديدة لأخطبوط العلمانية والتي يسيطر على عقولنا، ليعيد صياغتها بما يتلاءم مع عالمٍ آخر صنعته أمريكا وجعلتنا جزءاً منه.
 
ذكرت سابقاً بأننا مخترقون ثقافياً حتى النخاع، وخلال الثلاثة مقالات الأخيرة حاولت أن أنقل لكم حجم الاختراق إلا أن الصورة عملاقة لا تغطيها ثلاثة مقالات بل تحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير.
 
ولكن (ذي ماتركس) قد ينقل صورة أوضح لما يحدث.
 
ذي ماتركس عنوان لفيلم سينمائي يعنى المصفوفة أو القانون تم إنتاجه في الولايات الأمريكية المتحدة في 31 مارس 1999. يتحدث الفيلم عن عالم افتراضي يسمى (المصفوفة) وهذا العالم صنع من قبل آلات حاسوبية واعية والهدف منها تدجين الإنسان وإخضاعه واستخدامه كمولدات للطاقة لصالح من يتحكم في هذا العالم. ولتتم عملية إدخال الكائنات البشرية ضمن برنامج الماتركس (المصفوفة) ما عليهم سوى غرس جهاز صغير في جسم الإنسان ليدخل العالم الافتراضي(عالم المصفوفة)، فيعيش الإنسان داخل المصفوفة معتقداً بأنها الحياة الحقيقية، يعمل ويأكل ويمارس حياته الطبيعية إلا أنه يعيش حياة من (وهم) وظيفته الأساسية فيها لا تتعدى وظيفة البطارية المنتجة للطاقة الدافعة لتحقيق أهداف صناع الماتركس.
 
تلك فكرة فيلم الماتركس، فلسفة عميقة لا تختلف كثيراً عن الفلسفة المطبقة علينا (لنتعولم).
 
تعرف العولمة بأنها الهيمنة بفرض نمط واحد للاستهلاك والسلوك.. وهناك شبه إجماع بين العلماء على أن العولمة عبارة عن فرض لآليات اقتصادية ومعلوماتية وثقافية وسياسية عديدة جميعها تتحرك في مسار واحد لخلق ظاهرة متعددة الأبعاد والانعكاسات تتجه في مجملها نحو صبغ العالم بلون وزيّ واحد وهو الزيّ الغربي الأمريكي. والأدوات المستخدمة لصياغة هذه اللعبة الخطيرة كثيرة تم اعتمادها واستخدامها بعد دراسات عميقة في شتى الظواهر الحياتية التي تكون قائمة على أسس دينية.. وبهذه الوسائل يتم استبدال الأسس والمبادئ الأصيلة للمجتمعات بأخرى تناسب النمط العالمي، ويتم الترويج لها بأساليب يكون ظاهرها لخدمة الإنسانية والتقارب الفكري لصالح تقدم البشرية وباطنها إبعاد المجتمع عن مبادئه ليتغير تلقائياً بما يتناسب مع النمط العالمي (مصفوفة العولمة).
 
ولن أذهب بك بعيدًا أخي القارئ فما تحمله الآن بين يديك لتقرأ هذه الكلمات نموذج لأحد هذه الأساليب الخبيثة المستخدمة لإدخالنا في المصفوفة، جهاز صغير يطلق عليه هاتف متنقل لا نفارقه دقيقة واحدة، أدخلت عليه تقنية الإنترنت فبات عالَماً منفتحاً يقدم لك جميع الثقافات.. ولن أختلف على الفوائد الظاهرة لهذه التقنية من تقريب المسافات واختصار الوقت وسهولة الحصول على المعلومة.. ولكن لكي نعرف الخبث في هذه التقنية فلنبحث عن إجابات هذه الأسئلة:
 
1- أيننا عن صلة الرحم وعيادة المريض!؟
 
2- ما هو حجم التفكك الأسري الذي نعانية كمجتمعات عربية!؟
 
3- ما هو حجم الانحلال الأخلاقي الذي نعيشه!؟
 
4- ما هو حجم الخلط بين المفاهيم في واقعنا!؟
 
والكثير من العناوين التي تستحق وقفة جادة منا كمجتمع إسلامي، وتلك مجرد جوانب بسيطة جداً لخبث باطن التطور الذي يصرخون به، ولن يكون مستغرباً إن عشنا يوماً لا نسمع فيه صوت لأذان يرفع..
 
فهواتفنا تؤذن!!!
 
الحداثة والموضة العصرية، الماركات، الديمقراطية، التحرر، الانفتاح، الحرية، التطور، منظمة التجارة العالمية، منظمة حقوق الإنسان وغيرها الكثير، ما هي سوى حقن تغرس في عقولنا كما في الماتركس لندخل عالمهم الافتراضي فنكون مجرد بطاريات استهلاكية لإنتاج الطاقة لتحريك المصفوفة.
 
أنا وأنت والجميع يعيش داخل عالم وهمي من صنع الشيطان الأكبر كما يصفه الإمام الخميني (قدس سره)، وللخروج من الوهم علينا نزع كل الحقن المغروسة بعقولنا، ونعود إلى ثوابت فكرنا ونخلق آليات جديدة تضمن لنا مواكبة العالم ضمن مسارنا الصحيح وهو مسار الدين وآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم فمسارهم هو مسار العودة لله.
 
 14 يونيه 2014

No comments:

Post a Comment