Friday, November 14, 2014

الكرسي أوجب // أم علي

 
 
كلاكيت ١..
 
المشهد الأول..
 
فاجأَتهُ جلطةٌ قلبية وهو يمارس أكثر عاداته إمتاعًا.. الصراخ في وجه موظفيه وهو على كرسي السُّلطة..
وحين جاء الإسعاف لنقله إلى المستشفى وجدوه ميتًا ولم يستطيعوا فكّ يديه المتشبثة بالكرسي!
 
المشهد الثاني..
صديقه الأصدق.. سكرتيره الأول.. ذهب ليقوم بواجب عزاءه وعاد ليحتفل مع أصدقائه باستلامه الكرسي!
 
كلاكيت ٢..
 
المشهد الأخير..
 
أحبها وأحبته.. ولما تزوجا.. تحقق حلمه لا بالزواج منها بل بتسلمه الحُكم ولو على شخصٍ واحد!
 
كلاكيت ٣..
 
المشهد ما قبل الأخير!
 
شخص يُقال عنه مرح.. أخلاقه جميلة.. بسيط جدًا ومحبوب من الجميع.. ولما تمّ اختياره مشرفًا..
أخذته موجة السُّلطة حذفًا ونقلًا وتعديلًا بسبب أو بدون.. وقام بتوجيه دفّة المركب نحو كنزه المفقود ولم يأبه حتى لو غرق المركب بمن فيه!
 
...
 
السُّلطة.. والسّعي إليها بكل الأشكال.. لعنة الكرسي التي تلاحق بني البشر منذ الأزل.. الرغبة في التحكم بالناس وإصدار الأوامر،
متعة العين بنظرات الاحترام النابع من الخوف
علامات مرضٍ يخترق مجتمعاتنا و يتفشى فيها كالسم الزعاف!
 
والعنوان واحد.. إذا استلمت كرسيًّا فلا تسلّمه قبل أن تسلّم روحك.. وعلى هذا قِس الكثير من الأمثلة بدءًا بأولئك الذين تسلّقوا على ظهور غيرهم (وربما جثثهم) حتى وصلوا كراسي السلطة في المجتمع.. مرورًا بالأنموذج الوظيفي وحتى أصغر خلايا المجتمع.. الأسرة!
 
أما الجَزر التابع لهذا المَد.. فهو إنصات وتبعية وقهر ودعاء في ظهر الغيب بردّ الظلم.. أو ثورة غالبًا ما تحرق الكثير من الأشجار قبل أن تصل إليهم!
 
وللحديث بقية ولكن الكرسي أوجب!
 
 
15 نوفمبر 2014

No comments:

Post a Comment