Friday, November 7, 2014

الولاية لمن؟ // محمود سهلان

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: ٥٥].


الولاية في اللّغة: هي السلطان (المعجم الوسيط).
 
تحصر هذه الآية الولاية في شخوص معينة، وهي الله سبحانه وتعالى، والرسول (ص)، والذين آمنوا، وأريد أن أقف هنا الآن، ولا أتطرق لـ (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
 
أمّا رب العزة تعالى ورسوله (ص) فالآية ذكرتهم بكل وضوح، ولكن من هم الذين آمنوا في هذه الآية؟
 
هل نستطيع القول أنهم كل المؤمنين؟
 
لا أظن ذلك، فلا يمكن أن تكون الولاية لكل المؤمنين على كل المؤمنين، فمن سيكون صاحب الولاية؟ ومن سيكون مواليه؟
 
لهذه اللحظة ثبت أن هناك فئة ما مقصودة في هذه الآية، فما هي الفئات المحتملة؟ أن تكون فئة من المؤمنين أم لا، والأول هو المطلوب، ثم أن المؤمنين إما أن يكونوا معصومين عن الذنب أم لا، والمعصوم عن الذنب أولى من غيره بالولاية، فنخلص إلى أن هذه الفئة هي من يكون لها الولاية، إلا أن يثبت أحد أن هناك فئة أولى من المعصومين، أو أنّ من هم أقل منهم تجوز موالاتهم.
 
قد يأتي البعض ليقول أن الولاية ثابتة لفلان، فقد كان خليفة رسول الله، أو كان من أصحابه، أو ما شاكل، مع أن هؤلاء لم يكونوا خير الأمة، ولم يكونوا معصومين عن الذنب، لا بجعل الله تعالى، ولا بما عرفه الناس من سيرتهم، بل بعضهم كان كافرًا، تقلد منصب الخلافة طمعًا في السلطة والمال.
 
ولا بد أن نعرف أن الولاية المقصودة ليست سياسية فقط، فإنها أكبر من ذلك، بعيدًا عن تحديد حدودها الآن.


أقول لكل مسلم ومؤمن: هل تقبل أن يكون وليك وإمامك لا يعرف طريق نجاته وخلاصه؟ وهل تقبل أن يكون مرتكبًا للفواحش والآثم؟ وهل تقبل أن يكون زانيًا وشاربًا للخمر؟ وهل تقبل أن يكون ظالمًا للعباد؟


لا أظنك تقبل ذلك، من هنا أقول: راجعوا أنفسكم وابحثوا بأنفسكم، في مثل هذه الآية أو غيرها، وفي الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص)، لعلكم تهتدون طريق الحق، وتجدون ما ضاع وسط التاريخ.
 
أما بقية الآية (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، فهي تشير لشخص بعينه، فروايات تصدقه بالخاتم في حال الركوع ثابتة عند كل المسلمين، ولا مجال لنكرانها.
 
 
8 نوفمبر 2014

No comments:

Post a Comment