Friday, November 7, 2014

بين الشك والغفلة // أم علي

 
يقال أن هناك رجل كان طيب القلب..
كان إذا رأى رجلًا غريبًا مختبئًا في خزانة ملابس حجرة نومه.. وادعى الرجل الغريب أنه كان ينتظر الأتوبيس، راح يقول للغريب إن محطة الأتوبيس في الشارع الخلفي على يدك اليمين!
وإذا رأى رجلًا غريبًا مجردًا من ملابسه تحت سرير زوجته راح يشد شعره ويقول الشك.. الشك.. يتهم هذا الرجل صديقه بأنه السبب! لأنه هو الذي أقنعه أن لا يشك بالناس وأن الشك هو ظلم صارخ لا بد للإنسان السوي أن يبتعد عنه حتى لا يظلم الآخرين.
 
حكاية غريبة لإنسان أغرب منها حقًا..
 
جميعنا نعلم جيدًا أن الشك هو سبب المصائب والهزائم التي تلاحق الأمة العربية منذ زمن بعيد لأننا أصبحنا بزرعهم الشك في قلوبنا نتطلع لليمين واليسار والخلف بدلًا من التطلع للعدو الذي أمامنا.


لكن لا بد لنا أن نعرف أن هناك فرق شاسع بين الشك والغفلة!


المغفل يلغي عقله ولا يصدق عينيه ويتصور بغفلته أن كل الدنيا وسكانها ملائكة.. بينما الشكاك يغمض عينيه وعقله معًا ويؤمن أنه لا يوجد في الدنيا ملاك واحد أصلًا.
 
الغفلة يا سادة تزيد عدد ال****ين في البلاد وهم من يستغلون الغافل لينصبون عليه.. بينما الشك يضاعف ويضاعف عدد الكافرين بكل المبادئ والقيم وقد تصل للكفر بالله والناس..
 
ولكي نرقى بشعوبنا العربية لا بد لنا أن نتخلص من الفريقين معًا، لا بد أن نخلصها من الذين يزرعون في أرضها بذور الشك وأن نخلصها في الوقت نفسه من الذين يعيشون وراء ستار الغفلة الحديدي الذي أقاموه لأنفسهم..


لا بد للشعوب العربية أن تفتح عقولها وعيونها مع آذانها، فإن العيون والعقول هي المصفاة التي تفرق بين الحقائق والأكاذيب..


لا بد لكل شعب عربي أن يفكر مرتين قبل إغراق رجاله بالزهور ويفكر ثلاث مرات قبل الحكم عليهم بالنسيان المؤبد والقتل البطيء في ذاكرة التاريخ المظلمة..
 
أتمنى أن نبني بيتًا قبل أن نشرع في هدم عمارة كاملة لأن هدم العمارات عملية سهلة
جدًا بينما بناء البيوت صعب
..


لا بد من التفرقة بين الشك والغفلة لأنه بين الشك والغفلة يسقط الوعي سهوًا
 
 
8 نوفمبر 2014

No comments:

Post a Comment