في أحد الدروس الدينية قبل أيام، دار نقاشٌ حول بعض عبارات المصنف ـوهو عالم كبير جدًاـ بين الأستاذ وبعض طلابه، وكانوا على اختلاف في فهم العبارة وصحتها، وما جعلني أنقلُ هذه القصةـ مختصرًا، هو إعجابي بما جرى من نقاش علمي.
هذا بالضبط ما نحتاجه في كل دراساتنا، وخصوصًا في الحوزات العلمية، فإنّ الجمود على عبارة أيّ كان، أو بحثه، ليس هو المطلوب، ليس المطلوب مني أنْ أتلقى وأذعن لأحد، لأنه عالم أو مثقف أو ما شاكل، نعم يجب أنْ أحترمه، وأنْ أضمّ عقله إلى عقلي، لكن دون أن ألغي عقلي.
إنّ الجمود على تجارب الغير، وعلى ما قدّموه بالضرورة يقودوني للجمود، ويقودوني للوقوف عند ما وصل إليه غيري، ويمنعني من الابتكار والتجديد والتطوير.
أمّا محاولةُ الفهم، وعدم الاكتفاء بالتلقي، والحفظ، فإنّه بلا شك يقودنا للتفكير، والأخذ والعطاء فكريًا، وتوليد أفكارٍ جديدة، ويجعلنا حركيين لا جامدين، نقود المجتمع، والأمة، بل العالم أجمع لما هو أفضل وأرقى وأكثر تحضر.
أمّا التأكيد على مثل هذا الأمر في الحوزات العلمية، فلأنّها في واقعنا الشيعي هي التي تحرك المجتمع وتقوده، فإنْ تطورت وتحسّنت، تطور المجتمع وتحسّن، أما إذا تراجعت وتخلّفت، تراجع المجتمع وتخلّف، لذلك أكّدت عليه.
هذه الحالة ليست مطلوبةً أثناء الدرس، أو الحوار مع أحد أو أفراد فقط، بل هي مطلوبة حتى عند القراءة والمطالعة، فلا مانع من أنْ أناقش الكاتب، عبر كتابه، فهو يطرح آراءه وأفكاره، وأنا أناقشها وأفكر فيها، وبذلك تكون قرائتي أكثر جدوى، وأجود انتاجا.
٢١ محرم ١٤٣٦ هـ
No comments:
Post a Comment