Friday, February 27, 2015

فلها!! وربك يحلها // أم علي

 
 
يقول أحدُ أمثال الحواري ((فلها!! وربك يحلها))
 
هذه المقولة عبارة عن (one way ticket) إلى التواكل، فاليأس، ثم معيشة الضيق والضنك، لا هدف فيها ولا غاية.
 
قد يقال: (ويش نسوي.. مافي يدنا شي، فخلنا نماشي الدنيا)!
 
هذا كلام (يودي في داهية)، فتمشية الأمور بحجة المسايسة، ثقافة أسميها بثقافة الموت، فارحم نفسك من موت لا تدري من أين يأتيك، ومتى.
 
نعم، سِسْ الأمور، ولكن بمنطق البحث عن الحل وليس الانزواء على رصيف الحارة، وانتظار مائدة يُنزلها الله عليك من السماء!
لن تنزل المائدة، وسوف تكون من أولئك الذين ليس لهم في الآخرة من خلاق، فانتبه قبل أن يُطلِق القطار زعقةَ الرحيل.
 
بين أيدينا آية قرآنية نحتاجها قانونًا في حياتنا:
 
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
 
المشاكل والمصائب والكوارث، كلها من سنن الله عز وجل التي لم تغادر نبيًا ولا رسولًا ولا وصيًا إلا واشتغلت فيهم حتى استيأس الرسل!
 
كم هي صعبة هذه الحياة، ولكن حلاوتها في صعوبتها، وليس في (فلها، وربك يحلها)..
تعالوا لنسطر على صفحة السماء خيالاتنا.. أفكارنا.. آلامنا وآمالنا وأحلامنا..
تعالوا لو نؤمن بها ونبني لها..
صدقوني لو فعلنا، لحقَّقنا ما أسموه مستحيلًا، ولذللنا أشدَّ الصِعاب، ولمحونا الفشل باليقين.
 
اعلموا يا أهلي وناسي.. اعلموا يا أحبتي، بأنَّه لا أحد يستطيع منعنا من أن نحلم..
فلنحلم، ثمَّ فلنشدَّ حيازيم الهمم ونبحث عن:
 
كيف نحقق أحلامنا؟
 
نعم، هذا هو السؤال الذي تحمله العقول الكبيرة.
لو رأينا مفكرًا يتحدث في أمر لم نألفه لقلنا عنه: مجنون.
نعم، هو جنون بمنطقنا، ولكنَّه عاقل حكيم بمنطق أصحاب الهمم الذين رفضوا واقعهم الكئيب، وقرروا النهوض من سبات الكسل وأرصفة الحواري..
 
تعالوا لنحلم..
تعالوا لنأمل..
تعالوا لنتعلم..
تعالوا لنحقق أحلامنا..
 
 
28 فبراير 2015

No comments:

Post a Comment