Friday, February 6, 2015

كَمْ مِنْ فِكْرَةٍ تُحْرَقُ لِبِنَاءِ مَقَالٍ وَاحِد؟! // أم علي

 
 
أودع الله في كلِّ البشر موطنًا فريدًا، أثبتت الدراسات الحديثة قدرته على منح الإنسان ستِّين ألف فكرة في اليوم.
سبحان الله العظيم، تخيلوا هذا الكم الهائل من الأفكار الذي يستطيع العقل إنجابها في اليوم الواحد، وتخيَّلوا كم من هذه الأفكار نستطيع استثمارها!
 
أحيانًا تراودنا الفكرة يومًا.. فنحتفظ بها على أمل إلمامٍ أكبر بها، فنكتب أو نتحدَّث عنها، ومن اليوم الأوَّل وحتى العودة لطرحها، تخيَّل كم من فكرة زاحمتها، وكم من فكرة ضاعت خوفًا من ضياعها!
 
يُعبِّرون دائمًا عن الأفكار بالبنات فيقال: (بنات أفكاري)، لذا، حريٌّ بنا أن نراعي (بناتنا) ونحسن رعايتهن؛ فعقولنا هي من أنجَّبت، ثمَّ تركت على عواتقنا مسؤولية التربية..
تبدأ الفكرة بريئةً كبراءة الطفولة، ونبدأ في رعايتها ونتذكر دائمًا بأنَّ "كلُّكم راع وكلُّكم مسؤول عن رعيته"، فَنَجِدُّ في البحث ونُحسِن التحليل إلى أن تشبَّ وتبلغ أشدَّها، وتبرز مواطن جمالها..
حينها سوف يأتي من يظهرها، فتكون مشهودةً للعيان..
 
زحمة الأفكار تلاحِقنا..
قضايا اجتماعيَّة.. سياسيَّة.. معضلات أدبيَّة..
خيالات وكتابات عاطفية..
أفكار كثيرة تراودنا..
 
انتقِ من هذا التزاحم فكرةً واحدةً، وأحسن التعبير عنها بدلًا من أن تُزحِم الستِّين ألف فكرة في موضوع واحد يبدو مثقلًا بالفراغ، فيغيب عنه جمال الشكل وروعة الأسلوب وروح المعنى.
 
ليس من الضروري أن تكتب كثيرًا لتثبت قدرتك على العطاء، ولكنَّ المهم وما يراه العقلاء مهمًّا هو نوعية عطائك وكيفية طرحك ومناقشتك له.
 
لا تحسب أنَّ كثرة ألفاظك وثراءك اللغوي إذا ما كان حشوًا دليل ثقافةٍ وفهم!
مخطئ/مخطئة إن اعتقدَّت ذلك..
كلُّ ما عليك هو انتقاء أطيب الأفكار، ثمَّ الوفاء بحقِّها، وسيكون لديك بلا شك مزيدًا من الوقت لمناقشة البقية.. كل على حدة..
 
لا زلت أحفظ بيتا أو لأقل شطرًا لشاعر لا اتذكر اسمه..
 
"أحرق مية فكرة على شان فكرة"..
 
 
7 فبراير 2015

No comments:

Post a Comment