Friday, March 13, 2015

~ ☜ الإقـــلاع ☞ ~ // أبو مقداد

 
 
لديهِ ارتباطات، وعائلة، وأهل، وأصدقاء، والكثير من الأمورِ المهمةِ والترفيهيةِ في حياته، ويودّ لو تسمَح لهُ الفرصة بأن يمارسَها، ولكن.. حانت ساعةُ الرحيل.. وجاءَ النداء.. "على المسافرين في رحلة كذا المتجهة لهناك، التوجه للطائرة رقم كذا حالا.." ولا بد لهُ قبلَ هذا النِّداء أن يكونَ متواجدًا في غرفةِ القبطان، مستعدًا للإقلاع.. هذا هوَ حال قبطان الطائرة، تتعلقُ حولهُ آمال المسافرين، ويستلمُ هو دفّةَ الطيران، لا بدّ أن يكونَ بحجمِ المسؤوليّة، وبحجم ِآمالهم وحقهم عليه، فخلفهُ عددٌ كبيرٌ من المسافرين، وكلّ مسافرٍ منهم اعتمدَ عليه لسببٍ ما، أحدهم لعلاج، وآخرٌ لدراسة، أحدهم لصلةِ رحم، وآخر لاستجمام، وتتعددُ الأسباب، وهوَ من يحمل مسؤولية هداية كلّ مسافرٍ لسبيله الذي اختاره، وإيصاله للوجهة التي يجب أن يكون فيها!
ما الذي سيحدُث لو أننا جميعًا حملنا مسؤولية الطيارِ هذا، لمجتمعاتنا، وحملَ كل فردٍ ما مسؤولية مجتمعه، ومارس الدور الرسالي التبليغي الفعلي لرسالةِ السماء، وهدف ِالأنبياء والمعصومين، ومِثْل الطيّار، رغم ارتباطاته والتزاماته الشخصية، وأهله وعائلته  وووو.. إلا أنّه، حين يستشعِر وجودَ مسافرين ضمن رحلته في الحياة، وحين يكون مؤهلاً للإقلاع، يستعدُّ لذلك، وفي الوقتِ المحدّد لإقلاع طائرته الرسالية.. يطير!
 
بالطبعِ ليس سهلًا على هذا الطيار أن ينعزلَ المجتمع، وإن كان من أجله، ولكن لا بدّ من التضحية بشيء للحصول على غيره. كذلك أقول أن ممارسة العمل الرسالي بشكل صحيح يتطلب التضحية وببعض الأمور كالراحة الشخصية والاجتهاد والبذل والعطاء وغيره، وقد يدخل غالبيته في خانة العمل التطوعي الذي لا مردود مادي له، فالمقابل الذي ستكون في انتظاره هو رقي المجتمع وتقدمه وصلاحه واستمرار عجلة التغيير والتطوير فيه.
 
كيف سيكونُ حالنا، لو تحول المجتمع كل المجتمع.. لمُبلغٍ يحملُ رسالته، ولمتعلمٍ يستعدُّ للتبليغ؟
 
"قيمة كل امرءٍ ما يتقنه"
 
فاصنع لنفسكَ ما تتقنه.. لتحدد قيمتك في مجتمعك.
 
 
14 مارس 2015 

No comments:

Post a Comment