Friday, March 13, 2015

الفاجعة // ياسر المعلم

 
 
طالعنا الإعلام بخبر الحكم بالحبس لثلاث سنوات على أربعة (رجال) في قضية تعذيب وذبح كلب في مصر!!.
 
حيث قام هؤلاء (الرجال) وفي ساحة عامة وبحضور جمع من الناس بطعن الكلب وتجريحه في أماكن متفرقة من جسمه بسكاكين طويلة إلى أن قام أحدهم بقطع رأسه.
 
أجلس متسمرًا أمام شاشة "الكمبيوتر" ويدي عاجزة عن التعبير وتوصيف الخبر، حيث لا أجد كلمة تعبر عن قبح هذا العمل، أو في أي خانة أُصنف من قام بهذا العمل، أهم بشر؟ أهم مجرمون؟ أهم مرضى؟ أهم ضحايا؟ ولا أجد جوابًا إلا أن أقول إنها الفاجعة.. لقد فُجعنا في إنسانيتنا.
 
واليوم لم يكتف (الإنسان) بتعذيب وذبح أخيه الإنسان تحت ذرائع وعناوين لم يُنزل الله بها من سلطان، بل وصلت الأمور إلى التلذذ بتعذيب حتى الحيوان الضعيف، والذي ليس له حولٌ ولا قوة، ولا ذنب يمكن أن يتهم به ظُلمًا وعدوانًا ليكون هذا الذنب العذر والتبرير لتخدير الضمير. هذا الفعل الذي لا تُقدم عليه حتى الحيوانات المتوحشة، حيث أن الحيوان المتوحش لا يقتل بني جِلدته ولا يقتل الحيوانات لمجرد القتل ولا يتفنن في تعذيبهم قبل الموت.
 
يا تُرى، كيف وصل حال الإنسان إلى هذا المستوى الوضيع؟!
 
إن ما تَمر بهُ المنطقة، بل يمر العالم به من موجات العنف والجرائم التي لم يُشهَد لها نظير على أكثر من مستوى، وصار التفنن والإبداع في كيفية إنزال أقسى أنواع العذاب والذبح علامة من العلامات التي تُميز حروب اليوم، والأنكى من ذلك هو تلذذ الكثير من الناس في مُشاهدة هذه الجرائم، إمّا عن طريق التجمهر أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي!!
 
هل يا تُرى إن هذا التدهور في الحالة الإنسانية وليد اليوم؟ أو هل هي حالة طبيعية تمر بإنسان اليوم و (حضارتهِ المتقدمة)؟ أم أن هناك مشروع حقيقي لنزع الإنسان من إنسانيته؟
 
قد ينشغل بعض المحللين والمراقبين والمصلحين ببعض التفاصيل في حوادث تقع هنا أو هناك، ولكن من يحاول تجميع أجزاء الأحداث ستكتمل عنده الصورة الأكبر.. عندما نرى مؤسسات الدول الإستكبارية قد سخرت كل مؤسساتها ومراكز أبحاثها وحولتها إلى آلة تفتك بفطرة الإنسان، يحق لنا أن نتساءل، لصالح مَن؟! ومَن هو المستفيد الأكبر؟ أهو الفرد الجالس على قمة الهرم في موقع صناعة القرار؟
 
لو أن أي فرد أجرى عمل تحليلي بسيط، بشرط أن يستخدم فطرته ووجدانه السليم، لأيقن أن الإنسان هو الخاسر الأكبر. وعندها سيرى بوضوح إنها جزء من مشروع قديم قدم الخليقة وقد أخذ قائد هذا المشروع على عاتقه محاربة المشروع الإلهي.
 
ذلك هو الشيطان ومشروعه (لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم) الذي وإن غفل الإنسان عن هذه الحقيقة، لم يغفل الشيطان ولم يهدأ للحظة واحدة عن هدفه، وهو غواية الإنسان وإخراجه عن طريق الحق ليلتحق بركب الشيطان.
 
واليوم نرى اجتماع شياطين الإنس لإكمال المشروع الشيطاني، مسخرين كل خبراتهم وطاقاتهم العلمية و المادية، لغاية واحدة فقط وهي زج البشرية لعبادة الشيطان.
 
وهل يمكن ذلك؟! نعم عندما استسلم الكثير منا واتبع خطوات الشيطان، وتجرد وجرد من إنسانيته ببطئ شديد، وتم صياغة وصناعة الإنسان بالمقاييس الشيطانية باسم الحضارة والتقدم، ليكون الناتج إنسان مسخ (إنسي شيطان)، لايتورع عن أي فعل، ولا يستنكر أي فعل.
 
 
14 مارس 2015

No comments:

Post a Comment