Friday, December 12, 2014

الحسين.. انعكاسُ اليقين // أبو مقداد


 
وبقـيـتُ أسـألُ عــنكَ كلَّ الأَزمِنة
قُـــل كـيـفَ تُـقْطَــعُ بالسؤالِ الألسنَة
 
يا وحـدكَ الَلغزُ الّذي احتارت بهِ
الدَنيا، ورغمَ جـــمــالهِ مــا أحـــزَنـه!
 
ما كـنهُ مـن جمع الزَّمانَ بيومِــهِ
لــتــكــونَ أرضُ الــطَّفِّ كــلُّ الأمكنة
 
ليكونَ جرحًا في المحاجرِ، دمعةً
للـصـبـرِ، صــرحًا فـــي التفكرِ، مئذنـة
 
يــا أعظــمَ الـخلقَ الذي مـن حبهِ
ســـــوَرُ الكِتـــابِ بـــكــــربلاءَ مُدشَّنـة
 
رتَّـلـتُ روحكَ في تحنُّنِ خاشــعٍ
فـــاقـــبـَــل تـــبتّــــُلَ خاشـــــعٍ وتحنُّنَه
 
واشـرح صـدورَ الوالهينَ بنظرةٍ
تبقــــى علـــى روح الشــــعورِ مهيمنة
 
لأراكَ مَـن أحــيـا الحيـاةَ بذبحهِ
والأرضُ صــارت بالدماءِ معنـــــوَنـة
 
يا غاية الإعجاز ملءَ وجوده ، اخـ
​ـتــرتَ الــبــديعَ مــن الكمالِ وأحـسنه
 
وبحثتُ عن معناكَ، لا معنى ارتقى
لكَ فـــي مــعــاجـِــم حـيرتي لأدوَنـه
 
فتـلعثـــمتْ لُغــــتي بجرحكَ كلَّــمـا​
ناديتُ باســـمِــكَ جــاءَ قلـبــــيَ أبَّنــه
 
حـتى الـمشـاعـر لا يـتـمّ يـقـــيـنُـهـا
إلا إذا كــانـــــت بحـــــبــــكَ مــؤمنة
 
قــلبي لـــحبّـك فـُـــتَحــت أبــوابـه
فــادخــل إلــى قـلب المحــب لتسكنــه
 
قُم من ثــراكَ وبـلـسم الجرح الذي​
مــن جـــرحكَ اســـتلَّ الإبـاء وعنونه
 
مـــن أنـتَ؟ تـختـرقُ الرياحُ فؤادَهُ
ويـــظـــــلُّ يبعثُ فـــي الخِيامِ الطمأنة
 
مـــن أنـت؟ قد هجر الديار مشرّدًا
​فبــــنــى بـــأعمــــاقِ الضّمائر موطنه
 
مــن أنـتَ؟ تصبغهُ الدماءُ ونــورُهُ
بالسِّـــلمِ شــــعــــشعَ في الزمانِ ولوَّنـه
 
مـن أنتَ؟ أحـيا الناسَ حين مماتها
​مـــن فــــوقِ رأس الــرمح يلقي البيِّنـة
 
أفـديكَ قــــلبًا وُزِّعَــــت أوصالُــــهُ
​فــوقَ التُّرابِ ويا تُرى مــــن أثخنَه؟
 
وتـسابقت حـقـدًا سيوفُ بنو الخنا
ورمـــاحُ هندٍ مـــن يفـــــوزُ لـيطعنه
 
لـمْ تــبقَ في صدرِ الحسينِ أَضالعٌ
​​والـحــبِّ مـــدَّ ذراعهُ كـــي نحضـنه
 
يا من أجاد الموت في أرض الطفو
فِ وصـــارَ يحترفُ الخلود وأتـقنه
 
أكـمل فصولَ الحربِ واكشُف زيفهم
واقطع - كما يحلو - عروقَ الشيطنة
 
قُـم يا انعكاسَ الجرح في عمقِ الدما
وأحـرج يـزيدَ العار وافضــح ديدنه



13 ديسمبر 2014

No comments:

Post a Comment