Friday, December 5, 2014

صالون ارتقاء الثقافي .. ميداننا الاول / أبو مقداد




كانت مدونة ارتقاء (فكرة) حلمنا بها وعملنا من أجلها فحققها الله، بعضكم قد اطلع على انتاجها وبعضكم نتوق ليتابعها ويهدينا عيوبها قبل مميزاتها، ( فكرةٌ ) نشأت ونتجت من بعد خوض عدة نقاشات، وتلاقح عدة أفكار لفترات طويلة، حملت همَّ المجتمع، وهمَّ الإنسان، وهمَّ الفكرة، وهم النهج الرسالي التبليغي الذي ينتمي لخاتم الرسل ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله، كان السؤال: حتى متى ستظل نقاشاتنا وحواراتنا حبيسة التجارب الفردية والشخصية، ومحدودة بمساحة الحوار والنقاش فقط؟ متى سيثمر تلاقح العقول بين بعضها البعض، ويتحولُ من مجرد نقاش، لمشروعٍ ينهض بالمجتمع ويرتقي به، ومن خلاله؟!  فكانت فكرةُ مدونة ارتقاء أولى الخطوات التي بدأنا بها ومستمرة بألطاف الله، والتي من خلالها ركزنا على ضوابطَ قيميةٍ نقوِّم بها أنفسنا وندعو الآخرين لمساندتنا وتشجيعنا في ممارستها، كاحترام الآخرين وأفكارهم المحترمة، فكانت خطوة الإنطلاق هي هذه المقالات التي من خلالها نستعرض أفكارنا ورؤانا وتجاربنا فيها، كما فتحنا فيها باب بريد القراء لمن يودُّ مشاركتنا بأفكاره وآرائه المحترمة والقيمِّه، فالفكرة - كما تؤمن ارتقاء- لا حدود لاحتكارها، كما حرصت ارتقاء أن لا تنتمي لفكر معين أو تيارٍ معين أو توجه أو جمعية أو تنظيم، فهويتها الوحيدة هي الإسلام المحمدي الأصيل الذي نسعى جاهدين لتحقيقه، وفقنا الله وإياكم لبلوغه.

و لأن المجتمع وبسبب الحرب الطاحنة التي تعمل على تفتيته بُليَ بخصوماتٍ وشقاقاتٍ وخلافات حتى داخل البيت الواحد، وأصبحت حواراتنا في المجتمع على أرض الواقع أو في برامج التواصل الإجتماعي غالبا ما تنتهج نهج المغالبة والتسقيط و " تكسير المجاديف " إن صح التعبير، وغالبًا ما تكون النقاشات فضفضة وتعبير عن المشاكل السلبية تجاه الآخر بسبب الإختلاف الفكري أوما شابه.
لكن لأن ( ارتقاء) حلمٌ يطمح لأن يكبر ويتسع ليكون المجتمعُ كله بتفاصيله وحاضنًا لتقسيماته، وليشمل الإنسان والوطن، فكانت فكرةُ الإلتقاء داعمة لفكرة الإرتقاء، اللقاء بكل من يتوق ليلقي مافي عقله من أفكار ورؤى، بكل هدوءٍ واحترامٍ وتحضرٍ وعلمية، ولكي لا تكون المقالات جامدةً من كاتبٍ لقارئ، انبثقت لدى ارتقاء فكرة "صالون ارتقاء الثقافي"، الذي بدأ أول جلساته في تاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠١٤ ميلادية حضر فيه خمسة من أعضاء ارتقاء، و ستة من خارج المجموعة، وكان عنوان الصالون الثقافي هو" أهمية الكلمة .. ضرورة موضوعية أم ترفٌ فكري".

اليوم ننهي الصالون الثقافي الرابع، تحت عنوان " امكانية استثمار ثقافة الضد في إنتاج ثقافة الـ مع "، المُلاحَظُ من اللقاءات الأربعة الماضية أنه وبالرغم من اختلاف التوجهات الشخصية والخلفيات الثقافية لكل من حضر للصالون في كل مرة إلا أن الجميع بلا استثناء تمكن من التعايش مع هذه التباينات بكل أريحية، والنقاش في أصل الفكرة بكل موضوعية وهدوء، لم تكن الاختلافات الثقافية والفكرية في هذا الصالون إلا عنصر تغذيةٍ مهم جدًا لإثراء العقول والأفكار وتلاقحها، بل كانت حسب تصوري نقطة استثارات لعقول الجميع دفعتها لإنتاج أفضل ما تملك من وعي ورقي.

ما أقولهُ هنا، أن صالون ارتقاء لم يصنع في أعضائه وضيوفه الإرتقاء، انما فقط هيّأ لهم الأجواء المناسبة والممكنة لممارسة ارتقائهم، لذلكَ فكانت الحوارات تُدار بلا مدير، وتسير بشكلٍ منتظمٍ و راقي، وفي تصوري أن أغلب النقاشات التي تدورُ في المجتمع بين أطيافه وأفراده، لو هيَّأت لنفسها مثل هذه الأجواء لتمكنت من إثراء حواراتها بذات النتيجة، لذلك فمن المهم جدًا أن يسعى كل صاحب فكرة لتهيئة أجواء طرح فكرته بحيث تكون فكرةً بنَّاءة، تضيفُ شيئًا ما في المجتمع، لا أن تكونَ كلمات مبعثرة يملأ بها فراغ الصمتِ لا أكثر، وفي تصوري لو أن كل مجموعة، أو قريةٍ أو ماشابه من التجمعات، سعت لتوفير مثل هذه الأجواء، واللقاءات التي تثمرُ وتناقش مشاكل المجتمع وتسعى لتحليلها ونقدها، ثم التنظير لعلاجها، والبحث عن علاجات لها، والعمل الجاد على علاجها، لتغلب المجتمع على أكثر مشكلاته بشتّى أنواعها وببساطة.
ولكن لأن ثقافة المغالبة والأنا غالبةٌ على نقاشاتنا، والأجواء تفتقد لمثل هذه الروحية، فالملاحظ أن المشاكل الإجتماعية في تكرُّسٍ وازدياد، وهذه نتيجةٌ طبيعية، فلا شيء يحرض على حلِّها وعلاجها!

لماذا " صالون" ؟!



أظن أن المجتمع تشبع من فكرة خطيبٍ ومستمع، محاضرٍ ومتلقٍ ، كاتبٍ وقارئ، لذلك فما يوفره " الصالون " هو أن يشاركَ الجميعُ الجميعَ أفكاره وآراءه، فالكل هناك متكلم، والكل أيضا مستمع، الشاب والكبير، المعمم والمثقف، المرأة والرجل، فيأخذ الكل دوره في صناعة الفكرة، وتشخيص المشكلة وتحديد العلاج.
ومن المهم أن يحملَ الجميعُ همَّ ومسؤولية التغيير في المجتمع، وما هذه الفكرةُ إلا خطوةٌ أولى في طريق التغيير الطويل، يشترك فيه المجتمعُ ، في تغيير نفسه، كما يقولُ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه  علي ابن أبي طالب " أنفسكم ميدانكم الأول، فإن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر" و يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))

الأفكار هذه، لابد لها من أن تتحولَ في يومٍ من الأيام، لمشاريع عملية جادة وتراكمية، تحدث تغييرًا حقيقياً في المجتمع، وأكتب هذا المقال على أملِ أن تشيع المزيد من الصالونات الثقافية في شتى المجالات والظروف.
ومن هنا دعوةٌ لكم للإطلاع على التقارير الفائتة لصالون ارتقاء الثقافي في الروابط أدناه، والتغطية الإعلامية في حساب ارتقاء في برنامج التواصل الإجتماعي انستغرام  @ertiqablogger  وزيارة موقع المدونة.

 تقارير صالون ارتقاء الثقافي:-

اللقاء الاول من صالون ارتقاء الثقافي :
http://ertiqabh.blogspot.com/2014/09/blog-post_17.html?m=1

http://ertiqabh.blogspot.com/2014/09/blog-post_99.html?m=1


اللقاء الثاني من صالون ارتقاء الثقافي :
http://ertiqabh.blogspot.com/2014/11/blog-post.html?m=1

http://ertiqabh.blogspot.com/2014/09/blog-post_99.html?m=1


اللقاء الثالث من صالون ارتقاء الثقافي: 
http://ertiqabh.blogspot.com/2014/12/blog-post.html?m=1


5 ديسمبر 2014

1 comment:

  1. اليكم اقوى خصومات مظلات وسواتر تظاليل المملكة وضمان شامل 10 سنوات على جميع مشاريع المظلات والسواتر بجميع الاحجام والمقاسات

    للاتصال بنا

    0551160801 - 0550052565

    لزيارة موقعنا


    www.umbrellaksa.com

    ReplyDelete