Friday, December 5, 2014

كلمات على طريق كربلاء // أم حسين

 

وصلني نِداءٌ من بعيد، حَمَلتْهُ مئاتُ السنين..
 
ألا مِن ناصرٍ ينصرنا؟!
 
هزَّ وجداني..
 
أغمضتُّ عينيَّ ورأيتُك سيدي واقفًا هناك بكربلاء.. وحيدًا.. غريبًا..
 
نفضتُّ ما على كتفي من هموم، ولملمتُ شتات نفسي، وعزمتُ الرحيلَ إليك..
 
لبيك سيدي لبيك..
 
تلبيك الأرضُ ومن عليها، والسماءُ ومن فيها..
 
فمن أنت يا حسين؟!
 
تتسابقُ الخطواتُ لبُقعةٍ سُقِيَتْ بدمِك فَطَهُرَتْ..
من شتى بقاع الكون تلوذ بك الأرواح زحفًا..
تتناثرُ خطاياها مع كُلِّ خطوة نحوك، فتتألق بقربك إنسانيتُها، وتتناغم نبضات قلوبها لتعزف سمفونية عشق حسيني وهي تطوف بك كعبةً حرمًا..
 
أصِلُ فأراك مقتولًا..!!
 
فأحارُ..
 
وتضيع إجابات أسئلتي..
هي عندك..
بين الرأس والمنحر..
 
سيدي..
 
تُرى.. كيف أحتمل قلبُك كُلَّ ذلك الألم؟!! 
 
أيُّ ألم كان من بينها أشد وجعًا؟
 
الأكبر وأشلاؤه؟
العباس وكفوفه؟
الرضيع ونحره؟
أطفالك وعطشهم؟
أم هو سبي الذراري؟
 
آه يا حسين.. أهو كُلُّ ذلك مما نعلم وما لا نعلم؟
 
سيدي..
 
هل آنستْ ملايين المحبِّين غربتك؟
هل سقتْ دموعُها عطشَك؟
هل دفع حزنُها شَمِرًا من على صدرك؟
هل تسمع نداء تلبيتها، أم ما زلت تسمع صدى صوتك!!؟
 
تُرى..
 
هل حياةُ إسلامِنا مُثمَنٌ، والثمَنُ قتلك؟
 
** كيف يجتمع النقيضان؟!
موتُك أيا حسين حياة!
 
** أنت وموتك وجسدك وكلماتك ورأسك ويومك وأسمك وكلك.. كلك قصة لا تكتمل..
فصولها تنطوي مع فصول عمرنا..
 
لينكشف لنا جزء من صورة رسمتها بدمك، وما كان على أهلك وصحبك..
 
أمَّا نهايتها فتتجلى واضحةً هناك..
عند من خطَّ قصةً، أسماها الحياة واختارها لتكون قصتك..
 
فأنت (الحسين)..
 
قبرك كعبة العاشقين.. تربتك موضع جباه الساجدين، قبتك أمان الناظرين وقبرك مناخ الملائكة المقربين.
 
لبيك سيدي لبيك.. إن لم يجبك بدني أجابتك روحي وجميع جوارحي..
 
لبيك داعي الله لبيك
 
 
5 ديسمبر 2015

No comments:

Post a Comment