Friday, July 18, 2014

في زَمَنٍ يَغُصُ بِالأَقلام // سليمان الشعباني

 
 
 
في زَمَنٍ يَغُصُ بِالأَقلام، ويكثُرُ فيه الكُتّاب بشتى أنواعهم.
 
يتسابق بعضهم في حجم الكتابة وعدد المكتوب.
 
وبعضٌ يستخدم أقلاماً حادةً يتسابق بها في قَدَر الطعن والتسقيط لآخرين.
 
وآخرٌ أعجبهُ قلمٌ وجده صدفةً لينسبه إليه دون عناء، ليُسَطر ملحمةً جديدة في السرقات الأدبية.
 
وآخرٌ يصطاد بقلمه في الماء العكر فقط، ليلتقط كل زلّات الآخرين ويُشيحُ بوجهِ قلمه عن محاسنهم.
 
وأقلامٌ مأجورة، ضاق بها فضاء الكُتاب، لتكتب ما يشتهي أحدهم أو يكره آخر.
 
وآخرٌ يُبدِعُ في صفِ الكلمات ويُتقِنُ اختيار العناوين، لكنه يرسمُ لوحاتٍ فنيةً قاحلة المشاعر.
 
ونوعٌ نادر، كاد أن يضيع بين أقلامِ الجهل والحِقد والحسَد، هو ذلك النوع الذي يجذبك عبق حِبره الذي ينشر نسيم المشاعر الصادقة على مخطوطاتٍ رائعة.
 
هو الذي يقرأ لنفسه قبل الآخرين، ويُتقِن النقد لنفسه قبل تقييمه لهم.
 
(أكثروا القراءة وأحسنوا اختيار الأقلام التي تنقش دواخلكم، واحرصوا دائمًا على معرفة الدافع الذي كُتبِت بسببه الكُتُب أو المقالات، حتى تُدرِكون أن بعضها لا يستحق الحِبر الذي كُتبت به، و آخر يستحق النقش على جدرانٍ من ذهب.
 
وقبل أن تكتبوا، احسنوا الاختيار، و ضَعوا سقفًا لأقلامكم، وتذكروا أنكم مسؤولون عن قطرات الحِبر التي قد تبني وقد تهدم، و اعرفوا الفرق بين ما يستحق النشر أو لا).
 
19 يوليه 2014

1 comment:

  1. مقال في غاية الجمال.. واصل عطاءك دون توقف؛ فهو قلمٌ تنتظره قلوب واعية..

    ReplyDelete