Friday, July 4, 2014

التدخين.. بعيدًا عن الشرع // محمود سهلان



لن أتحدثَ عن الحكم الشرعي في هذه المسألة، إنما سأسردُ بعض ما جال بخاطري عن التدخين.
 
لم أسمعْ عن فوائدٍ للتدخينِ وإن وردت بعضُ الكلمات هنا أو هناك، إلا أنها ليسَتْ من الكثرة والوضوح بما يجعلُها تنتشرُ بين الناس على نطاقٍ واسع، وعلى العكسِ نجدُ التركيزَ كبيرًا على مضارِ التدخين الكثيرة، حتى وصل الأمرُ لكتابة بعض الملاحظاتِ على نفس علبِ السجائر.

فإنَّ التدخينَ يعدُ سببًا رئيسيًا لبعضِ الأمراض، وقد يكونُ السرطانُ وأمراضُ القلبِ من أهمِها، وهذا الضررُ الكبيرُ لا أتخيلُ تقبله من المدخنين في قبالِ لا شيء، أو في قبالِ فوائدٍ قد تكونُ معدومةً، فإنَّه من المؤكدِ تأثيرُ التدخينُ على المدخنين صحيًا.

وللتدخين مضارٌ اجتماعيةٌ ليسَتْ بالقليلةِ، فالمدخِّنُ تظلُ رائحةُ الدخانِ لاصقةً بجسمه وملابسه ويده وفمه، مما يؤثرُ على تعاملِهِ مع الآخرين، وبالإضافةِ لذلكَ فإنَّ ضررَ التدخينِ ليسَ محصورًا على المدخن فقط، بل يتعداهُ ليضرَ بغيرهِ ممَّنْ يكونُ جليسَهُ أو قريبًا من مجلسِهِ أو مكانَ وقوفِهِ، لحدٍ قد يتجاوزُ الضررَ الذي يصيبُ نفسَ المدخن.

من جانبٍ آخر نجدُ تكاليفَ التدخين ليستْ باليسيرة مقارنةً بالحالةِ الماديةِ لأغلبِ الناسِ، ولا نبالغُ إنْ قُلنَا أنَّها تشكلُ ما يقاربُ الـ 10 بالمئة أو أكثرَ من ميزانيةِ الكثيرِ من المدخنين، بل أنَّ بعضَهُم يضحي ببعضِ ما يحتاجُه من أشياءٍ أهمَ بكثيرٍ من أجلِ علبةِ سجائر!

يرفضُ الكثيرُ من المدخنين الحديث حتى عن فوائدِ ومضارِ التدخينِ ووضعَها في الميزان، ويقولُ البعضَ ممَّنْ يدَّعي أنَّهُ يريدُ تركَ التدخين أنه لا يملكُ الإرادةَ الكافيةَ للإقلاعِ عنه! وهذا ما لا أراهُ مقبولًا عقليًا، فإنَّ الأولَ لا يريدُ تدبرَ أمورِه ليضعَها على أحسنه، والثاني يتحدثُ عن شيءٍ غيرِ متصورٍ بالنسبةِ لي، فإنَّ إرادةَ الإنسان أقوى بكثيرٍ مِمَّا يتفضلُ بِه.

القضيةُ في رأيي تحتاجُ إلى قرارٍ يعطي فيه المُدَخِنُ للعقلِ دورَهُ فيه، بعيدًا عن الرغباتِ والنزواتِ، ولنْ أقولَ أنَّ الأمرَ سهلٌ جدًا بما أنَّني لمْ أكُن من المدخنين يومًا، لكنَّنِي أقولُ أنَّ التخلصَ من هذه العادةِ ممكنٌ جدًا، ويحتاجُ بعدَ القرارِ إلى إرادةٍ وعزيمةٍ صلبةٍ، وأنا على يقينٍ أنَّهُ مع مرورِ الأيامِ، ومع الشعورِ الجميلِ المكتسبِ مع مرورِ الأيامِ سيصبِحُ الأمرُ أسهلَ كثيرًا عمَّا كانَ عليه.

ما أرفُضُهُ هوَ القولُ بأنَّني لا أستطيعُ تركَ التدخين، خصوصًا من قِبلِ الشبابِ، لأنَّ كبارَ السنِ يصلونَ لمرحلةٍ يكونُ تركُ التدخينِ فيهَا أخطرُ على حياتِهِمْ من الاستمرارِ عليه، والأجدرُ بِهِمْ أنْ يقُولُوا أنَّنا لا نريدُ تركَ التدخين.

29 يونيه 2014
 1 رمضان 1435

 

No comments:

Post a Comment