Friday, August 22, 2014

ترى ما الذي يحدث!!؟ // أم حسين

 
 
 
 
ما أغرب زماننا!!
فعلى الرغم من كل التطور الذي يلفّنا في كافة الأمور المعيشية والذي يفترض منها أن توفر لنا الراحة وتجعلنا نستمتع بهذه الحياة إلا أن معظمنا متعب ويبحث عن الراحة!!
 
أشعر أنني أعيش في دوامة لا تتوقف!! أين المتعة في كل ما هو جديد!؟ أوَليست الاختراعات وجدت لذلك!!؟ لنستمتع!!
 
لماذا فقدنا الحس بالاستمتاع!!؟ لماذا فقدنا قيمة الأشياء ولم نعد نشعر بالارتباط المعنوي مع ما نملك!!؟ لم تعد لنا ذكريات مع الأشياء، ترى هل سهولة الحصول عليها هو ما أفقدنا شعورنا بقيمتها!!؟ أم سرعة التطور الذي نعيشه والكم الهائل من التكنولوجيا!!؟
 
أنظر إلى نفسي وإلى أبنائي وإلى كل من حولي، الجميع مشغول، (بِزِي) إن كنتُ سأساير موجة التغيير الجديدة في المفردات!!

موجات قوية وجارفة تأخذنا معها بعيدًا عن موطننا الأصيل، بعيدًا عن قيمنا ومبادئنا ولأننا في وسط طوفان كبير من التغيير نعيش مندهشين لا مستمتعين.
 
والمؤلم أننا نفقد السيطرة على أبنائنا تحت هذا الطوفان!!
 
لفترة كانت تراودني تلك الأسئلة وفجأة بينما كنت أقرأ عن الذوق العام تفتحت أمامي آفاق واسعة وتراءت لي صورة ما يحدث بسهولة فكل ما يحدث هو جزء واحد لمخطط عالمي يسمى (العولمة) أُسِّسَ لتفريغ الدين من كل قيمه بحيث تبقى قيمة بأسمها أما باطنها فهو كالطبل فارغ.
 
سأتوقف بك قارئي العزيز عند عدة محطات لتتضح لك الصورة كما أراها.
 
المحطة الأولى: العادات والتقاليد
 
العادات في اللغة جمع عادة، وهو ما يعتاده الإنسان أي يعود آلية مرارًا وتكرارًا. وتمثل العادات النشاط البشري من طقوس أو تقاليد تستمد في أغلب الأحيان من فكر أو عقيدة المجتمع وتدخل العادات في كثير من نواحي الحياة.
 
الهدف من إنشاء العادات والتقاليد -وأتحدث عن الصحيحة منها- هو المحافظة على القيم الأخلاقية والمبادئ التي تعبر عن فكر وعقيدة المجتمع تنشئها كأسوار تحافظ على قيمة ما، تكرارها وجعلها تقليد وعادة يغرزها عميقًا في سلوكيات الأفراد لتصبح بعد فترة ثقافة مجتمع وباكتمال هذه المرحلة ينشأ ما يسمى بالذوق العام في المجتمع.
 
المحطة الثانية: الذوق العام
 
تعريف الذوق العام: اتجاه عام في المجتمع لتفضيل آداب لسلوكيات معينة من يخرج عنها يعتبر شاذًا. أي ما تعارف عليه في المجتمع أنه مقبول ومتبع وغير ملفت للأنظار من السلوك.
 
فما الذي يحدث!!؟
 
بواسطة الإعلام والإنترنت ووسائل أخرى كثيرة يتم خلق رأي عام عالمي تحت عدة مصطلحات فيختفى الذوق العام المجتمعي الناشئ من مبادئ وقيم المجتمع نفسه، فيتم الاستيلاء على ثقافتنا وتضييعها، فإما أن تواكب الذوق العالمي الموضة وإما أن تكون متخلف جاهل غير متحضر وشاذ. إعصار قوي بموجات تغيير أغرقتنا معها وما أن تختفي موجة حتى تأتينا أخرى وكل موجة تفرغ قيمة من قيمنا ومبادئنا، وعندما يتم التأكد على سحقها تبدأ موجة أخرى عملها، حركة مستمرة لسحق مبادئنا وأخلاقياتنا وإسلامنا.
 
لا تسألني ما الحل!!


فلست أعلم فأنا ما زلت أحاول أن أستوعب ما أعيشه..
 
22 أغسطس 2014

No comments:

Post a Comment