Thursday, August 7, 2014

التفاحة (الخايسة) // محمد علي العلوي




مسكينة تلك التفاحة (الخايسة)..
 
أمرها سهل، فبمجرد عزلها تكونُ قد كفيتَ التفاحَ الصحيحَ شرَّها، ولو كان السيءُ من الناس مثلها، لما عانت البشريةُ انتشارَ سوءه ورائحة (خياسه) في المجتمعات.
 
إنك عندما تعمل على عزل السيء من بني البشر فإنه في الغالب لا يتوقف عن إضراره وممارسته السوء مع الآخرين، وربما ازداد سوءًا وتضاعفت أمراضه النفسانية وانطلق منتقمًا في جولاتِ تخريبٍ جديدة، ولا يشعر بقبح ما هو عليه؛ فاستشراء المرض غيَّب عقله وخنق إحساسه.
 
ربما نُسَلِّمُ بعض الوقت إلى أن الغِيبة قد لا تكون عن سوء نية، وهذا بالطبع لا يرفع حرمتها، ولكنني أقول: ربَّما يُغض الطرف عنها..

ولكن..

ماذا نصنع مع النميمة؟

ماذا نصنع مع نقل الكلام والتفتين بين الناس وشحن القلوب بالكراهية والبغضاء والأحقاد؟
 
يمتهن البعضُ صناعة النميمة تحت عناوين مَرَضِيةٍ سخيفة، مثل: التنفيس.. بث الهموم والأحزان.. البحث عن حضن دافئ..

وفي بعض الصور تأتي العناوين على صورة الخوف على الآخر، وواجب النصيحة، وما شاكل..

والحال أن النتيجة فساد وإفساد بين الناس..

لن أطيل في هذا المقال، وكل ما أرجوه هو أن يُفَرِّغَ القارئُ الكريمُ نفسَهُ لتأمل وتدبر وفهم هذه الآية القرآنية الخطيرة جدًا..

يقول تعالى: (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ * وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ).
 
روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه واله): "ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه واله): المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، المبتغون للبُراءِ المعايب".
 
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): "محرّمة الجنّة على العيابين، المشّائين بالنميمة".

ورُوِي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النار؛ فإنّ النمّام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس، فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

9 أغسطس 2014

No comments:

Post a Comment