Friday, August 22, 2014

تجارب الحياة تصقلنا // محمود سهلان

 

تمرُ علينا في هذه الحياة تجارب عديدة، وتمر علينا فتراتٌ من الفراغ والضياع، والكثير من العثرات والسقطات، بشكل أو بآخر، كما تمر علينا الكثير من الأوقات السعيدة، وأوقات الفرح.
 
هذه التجارب سعيدةً كانت أم تعيسةً، لا يجب الوقوف عندها كذكرى للفرحِ أو الحزن، وفقط، بلْ لا بد أنْ نقفَ عندها في لحظات تأملٍ وتدبرٍ وتفكر، فإنَّ الحياةَ مدرسةٌ لمنْ كان حكيمًا، لكنها لا تعبأ بالغافلين.
 
لو أضفنا لتجاربنا الشخصية، تجاربَ الآخرين، سواء شهدناها أم لا، حتى لو كانت الإضافة عبر القراءةِ والمطالعة، فإنَّ هذا مخزونٌ آخرٌ أكبرُ من الأول، يضاف إليه.
 
في الحقيقة يمكننا أنْ ننتجَ قوانينًا وقواعدًا كليةً لو استثمرنا هذهِ التجارب على أحسن وجه، تعيننا في هذه الحياة، فإنَّ ما وصلت له البشريةُ اليومَ ليسِ إلا بسببِ تراكم التجارب والعلوم، ولكنْ منْ الذي تمكنَ من الاستفادةِ من كلِ ذلك؟ وكيفَ استفادَ من ذلك؟ وماذا أنتج؟
 
أتركُ لكَ المجالَ للإجابةِ على هذهِ الأسئلة..
 
الآنَ فلنكنْ صادقينَ معَ أنفسنا.. هلْ نملكُ - فعلًا - فلسفةً واضحةً لهذهِ الحياة؟ وهل رسمنا لنا أهدافًا نسعى لتحقيقها؟ وهل سعينا هذا جديٌ أم لا؟ وهل تزودنا بما نحتاجُ من العلومِ ومنَ تجاربنا الشخصية؟
 
هذهِ الأسئلةُ وغيرها، هي مفاتيحٌ قدْ توضحْ لنا الإجابةَ عنها الكثيرَ منَ الأمور، ومنْ ثمَّ نتحركُ لسدِّ الخلل، وتقويةِ الجوانبِ القويةِ لدينا، حتى نسيرَ في الطريقِ الصحيح.
 
الوسيلةُ التي أدعو الجميعَ لعدمِ التخلي عنها، هيَ القراءةُ والمطالعةُ الواعية، بالإضافةِ إلى الكتابةِ وتقييدِ العلم، فمنْ شأنِ هذا أنْ يعطي الإنسانَ قوةً هائلة، خصوصًا وأنَّ العلومَ تدعمُ بعضها.
 
أدعوكمْ لمطالعةِ سيرةِ الأنبياء والأولياء والعلماء، حتى تلمسوا بأنفسكمْ مدى استفادتهم منَ التجارب، وكيفَ تعاملوا مع هذه الحياة، وهذه التجارب، وكيفَ وصلوا لما وصلوا إليه، فلمْ توضعْ عثراتٌ في طريقِ أحدٍ كما وضعتْ في طريقهم، ولمْ يواجه أحدٌ بما جوبهوا به، لكنهم وصلوا لأعلى المراتب.
 
وصية: لا تجعلْ أيَّ عثرةٍ أو عقبةٍ أو أيَّ حدثٍ يقفُ في وجهك، لتقفَ يائسًا أمامهُ، وحاولْ القضاءَ على أي عقبة تواجهكَ في طريقِ تحقيقِ أهدافك، فإنَّ هذهِ العقبات ستكونُ ذخيرةً لكَ عندما تتجاوزها، ولو منْ جهةِ العاملِ النفسي على أقلِ تقدير.
 
 
٢٦ شوال ١٤٣٥

No comments:

Post a Comment