Thursday, October 2, 2014

لماذا لا يستجاب دعائي؟ // محمود سهلان

 
 
قالَ تعالَى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ...) [غافر: 60].
في هذه الآيةِ أمرٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده بالدعاء، ووعدٌ - منه - بالاستجابة لهم، فانظرْ من يأمر، وانظرْ من يعد، واعرفْ قوةَ هذه المعادلة، فإنّ منْ أمرَ ومن وعد هوَ - جلَّ جلاله - من أمره بينَ الكافِ والنون، قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: 82].
 
مع ذلكَ نحن ندعوا ولا يستجاب لنا! هذا ما يقوله الكثيرون، وهذا ما نراه واقعًا، فما هي الأسبابُ الحقيقية لعدمِ الاستجابة لدعائنا؟
 
تعال معي في جولةٍ سريعةٍ مع دعاء كميل، واسمعْ ما قاله أمير المؤمنين (ع) وتدبّره جيدًا:
 
"اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تهتكُ العصم، اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تنزلُ النقم، اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تغيرُ النعم، اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تحبسُ الدّعاء، اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تنزلُ البلاء".
 
يقولُ أحدُ علمائنا الكرام أنّ هناك من يأتيه ويقولُ بأنّه يدعو ولا يستجاب له، مما جعله ينبّههم لهذا المقطعِ من دعاء كميل، ثم طلبَ منهم البحث في رواياتِ أهل البيت (ع)، وبهذا الطريق يمكنهم الكشف عن موانعِ استجابةِ الدعاء.
 
أقولُ أنّ كلَّ عبارةٍ من العباراتِ المذكورة في هذه الفقرة من الدعاء يجبُ أنْ لا نتجاهلَها، ويجبُ البحثُ والتدبرُ فيها، وربطها بآياتِ القرآن الكريم، والسيرةِ النبوية الشريفة، وسيرةِ وروايات أهلِ البيت (ع)، فبلا شك سنصل حينها لنتائج رائعة.
 
أما استجابةُ الدعاء فكما تحتاجُ لمقتضيات ذلك، فإنها تحتاجُ لإزالة الموانع، وهذا ما نجده في كلمةِ الأمير "الذنوب التي تحبس الدعاء". إذْ يتضحُ أنّ هناك ذنوبٌ تعملُ عملَ المانع من الاستجابة، وما نحتاجُ إليه فقط هو تتبع الروايات والبحث عنها، ثم العمل على التخلص منها، مع الحفاظِ على مقتضياتِ الاستجابة.
 
ويمكننا استعمالُ نفسِ الطريق مع بقيةِ الجمل من نفسِ الفقرة، فنبحث عن الذنوبِ التي تنزلُ البلاء، والتي تنزلُ النِقَم، والتي تهتكُ العِصَم، والتي تغيرُ النِعَم، وهكذا سنتمكنُ من التعرفِ على الأسباب، والعمل على التغلب عليها بطريقةٍ مثاليةٍ وواقعية.
 
 
5 شعبان 1435

No comments:

Post a Comment