Friday, October 3, 2014

العملاق الخفي // أم علي

 
 
 
 
المرء حينما يستغني عن تحقيق أحلامه ينبغي عليه أن يبحث عن تشكيل مسار لحياته التي ستغدو حتمًا خالية من الآمال والطموحات. حياة عقيمة لا تلد الأفراح. عندما تكون بلا أحلام تسعى لتحقيقها فلن تكون إلا مجرد آلة تعمل وتنتج وفق رغبات الآخرين.

الأكثرية الساحقة منا للأسف فقدت الحس بالثقة الذي يجعلهم يشحذون الهمم. نحن في هذه الدنيا خلقنا لنسعى حتى نصل إلى ما نسعى إليه، والفطن منا من يحول حلمه إلى واقع ملموس حتى لو كلفه ذلك الكثير من الجهد والوقت. الأحلام لا تتحقق بسهولة، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، والطموح غاية سامية يرتقي إليه المرء لينال العزة والكرامة وراحة البال.

في داخل كل منا قوة يخفيها، تلك الطاقة النائمة إذا استخدمها بالشكل الصحيح سيصل حتمًا إلى تحقيق ما يصبو إليه. متى ما تحركت هذه القوة واستخدمت بالشكل الصحيح سيكون للحياة طعم آخر. المهارات العاطفية والذهنية والبدنية طاقات تسكن في أعماقك، حاول استثمارها للوصول إلى ما تريد. تأكد بأن صدقك مع نفسك أولًا ثم مع الآخرين هو الطريق الأسرع للثبات على ما تحققه من نجاحات في حياتك حتى وإن كانت هذه النجاحات لا ترى بالعين المجردة. ركز في كل خطوة تخطوها في مسارك لتحقيق أهدافك، فالتركيز كشعاع الليزر الذي يساعدك على اختراق أي شي قد يظهر لك وكأنه يعيق طريقك. لا تكن كمن "يجرجر" قدمه دون أن يقرر إتقان ناحية من حياته بشكل خاص. حدد الخطوة الاولى فقط وابحث عن الطريق المناسب. احرص على إنجاز كل خطوة ومرحلة بشكل كامل حتى تستقر في النهاية وتصل إلى هدفك.

أعظم دروس الحياة هي أن تدرك ما تقوم به حتى تقوم بإتقانه بجدارة وبالشكل الذي يؤثر في حياتك ويساعدك على التقدم للأمام. تبصّر في الأمور واستفد من المحيطين بك ومن تجاربهم فهناك أشخاص بدأوا حياتهم بتواضع وإمكانيات ضئيلة ثم ابتدعوا لنفسهم حياة تبهر الناظرين. وهناك أشخاص بدأوا بقوة وعتاد لا يضاهيه عتاد وفي نهاية المطاف أصبحوا نذيرًا لغيرهم. ولعل من أجمل المعاني السامية في الشارع الكريم وسنة الهادي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم الحث على التعلم من العبر ونهل الفوائد من قصص الأولين والآخرين في هذه الدنيا.

اعلم بأن لكل منّا عملاق ينام في داخله هذا العملاق ولكي يصحو يحتاج إلى من ينقر عليه ويوقظه من سباته. قد يكون هذا العملاق موهبة في مجال ما أو قدرة على التواصل الجيد مع الآخرين أو قدرة على تطوير المهن، فرب العزة والجلال خلقنا ونحن كل منا فريدًا في نمطه، وجعل لنا فرص متساوية لتجربة الحياة بكل مناحيها. المصادر التي نحتاجها لتحويل أحلامنا إلى واقع موجوده في داخلنا، فليحاول كل منّا بلوغ هذه المصادر، فتجاربنا في هذه الحياة يجب أن تكون أكبر مما هي عليه الآن. ولكي تكون كذلك لا بد من إيقاض قوتنا الخفية أولًا، ومهما كان حجم التعثر في محاولة كل منا للإيقاظ قوته الخفية، عليه العودة لتكرار المحاولة حتى لا يسيطر عليه الشعور بالخذلان واللإحباط.
 
خارج الحدود

- من يقنع بأن الكراسي دائمة ولا تموت سيضيع في "جبروت غروره".. وفي النهاية لن يستطيع الركض خلف ما يريد الوصول إليه.. وسيسقط ولن يجد من يمد له يد العون.

- الأيام الآلام وآهات وأوجاع لا تخلو من بصيص أمل.

- حاول الارتقاء بنفسك والسير للأمام لكن احذر من أن يكون ذلك على حساب الآخرين فلعبة الصعود على الأكتاف قذرة ومن يتفنن فيها سيجد نفسه ينجرف للهاوية.

- البصيرة أهم من البصر.. فكم من عيون لا ترى.. وكم من أعمى يبصر من حوله دون عيون.


4 أكتوبر 2014

No comments:

Post a Comment