قضيتُ أربعة أيام تقريبًا أبحثُ في شبكة الإنترنت عن حالة المسترجلات على شبكات التواصل الاجتماعي البويه أو البويات والتي تعني المرأة التي تتشبه بالرجال.. وهي متخذة من كلمة بوي باللغة الإنجليزية ومعناه ولد باللغة العربية. هو لفظ لجأت إليه بعض الفتيات كبديل عن استخدام لفظ "المسترجلة، الجنس الرابع"، والذي معناه أن الفتيات يقمن بصرفات الرجال!
تفاجأت بقصص وأحداث غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا الصحيحة، ما جعلني أبحث عن تلك الحالة المرضية التي لم أصادف أحد شخوصها في حياتي الواقعية بتاتًا، لكن تراهم كثيرًا في العالم الافتراضي الإنترنت وخصوصًا على شبكات التواصل..
هي صدف جمعتني في أحدهن عبر إحدى مجموعات برنامج اللاين الشهير.. دَخلتْ إحدى (البويات) على المجموعة، وقد ظننتُ في بادئ الأمر أنها أحد الشباب متنكر باسم بنت للضحك ولتغيير الجو المخيم في تلك المجموعة من كثرة الحديث في الشأن السياسي المحلي.. لكن تفاجأتُ بوجود نفس الاسم في أكثر من مجموعة.. تتكلم بطريقة تشعرك أنها رجل! وفي إحدى المحادثات الجماعية قامت بتهديد أحد الأعضاء بمجرد أنهما اختلفا في الرأي!
تُقلِّد الشباب في جميع الحركات بحيث أنك تشك في كونها رجلًا متنكرًا باسم بنت! تخرج من بين كلماتها بعض الكلمات اللا أخلاقية وتوصلك لنتيجة أنها غير متربية -مع احترامي الطبيعي لكل امرأة نصادفها في الإنترنت- يقوم بعضهن باستغلال احترام المجتمع للسيدات بشكل عام عن طريق إظهار ذكورتهم (مرضهم)على الآخرين. قد يقع البعض في خطأ القبول التدريجي لتلك الحالات من باب الاحترام وأن المجتمع يحثنا على احترام النساء.. لكن القبول بهؤلاء كالمرض الذي يسري انتشاره في المجتمع. فعندما تخرج البنت من أنوثتها وعفافها وتستخدم اسم مستعار، بشكل طبيعي ستقوم بنفس التصرفات في خارج الشبكات التواصل الاجتماعي.
كثيرةٌ هي أسباب انتشار هذه الظاهرة الغريبة في المجتمع، وقليل من تلك الحالات سببها نقص في الهرمونات في مرحلة الطفولة. لكن أكثر الأسباب راجعة لعُقَدٍ اجتماعية ونفسية وأهمها هي الاسرة.
الفتاة بشكل عام تحتاج للحنان والعطف الأسري لتشعر بالأمان في محيط أسرتها، وإذا لم تشعر بذلك الأمان بشكل طبيعي ستحاول الدفاع عن نفسها بأسلوب الرجال، فلا تجد نفسها إلا بين صراعات وعنف بين أسرتها وبالخصوص بين الأب والأم.. كون الأم في حالة ضعف في أغلب الأحيان فإن ذلك يدفع بالفتاة لرفض دورها كأنثى في تلك الأسرة والمجتمع، فحرمانها من الاهتمام في الاسرة يدفعها لاتخاذ طريقة البويه لجذب الانتباه والاهتمام.
التصدي لتلك الحالات ورفضها ليس كأشخاص بل كمرض مرفوض مجتمعيًا مهم جدًا وعدم القبول به في المجتمع الإسلامي واجب.
لنجعل الضرب آخر الحلول، فاستخدام القوة أو عزلهم عن المجتمع ليس علاجًا لتلك الحالات فقد تكون لتلك الأفعال مردودًا عكسيًا يدفعهن للاستمرار في حالتهن. التركيز على الوازع الديني هو في وجهة نظري أفضل وأسهل الطرق للحل مع ترسيخ حكمة الله في خلقهم كإناث..فالذكر يبقى ذكرًا، والأنثى تبقى أنثى، بل ويجب عليها أن تفتخر بكونها تنتمي إلى الجنس الأنثوي.
18 أكتوبر 2014
No comments:
Post a Comment