Friday, October 10, 2014

محسوبيات // أم علي

 
 
مدخل
 
ارتشاف قهوتي التركية في هذا الوقت الصفويّ يجعلني أمام فكرة دسمة جدًا تستنطق خوابيها من خلالي.. فعندما أكتب لا ألتفت لأرى كم من الأشياء تتحسس ذاتها وأعلاها تعجب أو استفهام..
 
لم أكتبها بتفكيري المسموع، لمن يقرأها بنصف عين! أو بطريقة سطحية! أو ممتعضًا مزعوجًا ومشحونًا دون تماسك لذاته!
 
لذلك قليلٌ من القهوة أيها القارئ العزيز وإياك أن تُشعل سيجارتك وأنت مصاب بداء الرئة المزمن!!
لنبدأ ربط الأحزمة استعدادًا لا لإقلاع مع الفكرة بطريقة متزنة وهادئة وشبه مغالية..
 
إذًا
 
قريبًا من الواقع، بعيدًا عن الفلسفات، قريبًا من الإصلاح، بعيدًا عن العَجَز، قريبًا من المكاشفة بعيدًا عن دسّ الرؤوس تحت الطاولات..
 
تلك الدخائل كالمطارق تجيد الطرق بأيدٍ تناست أن (كثر الدق يفك اللحام)!
 
كمسرح أدواره غائبة وأبطاله حاضرون وأداءه (طيش أو ربما فبركة) وتفاصيله أنهكها الخدر.. أو أشبه بنشارة خشب لا تجلب إلا العطاس! فـ (أتسووووو، ويرحمنا الله)..
 
أو كطريق سالك مطباته الدخيلة تستوقف رحلة المتابعة في خطها الطويل حد الملل أحيانًا..
تستمر ذاتك فيه بالمسايرة والتحمل والصبر حد وصولك لمرحلة تحتاج فيها لفاصلٍ يحد من كل ذلك..
وعلى فكرة،
إتيانك بالحق فيه يبقى مُرجّحًا ومتمرجحًا في كفتين!
 
١- إما أن يكون الخصم أو لنقل (الطرف الآخر) معاديًا لك أو مغرورًا متغطرسًا لا يقبل المكاشفة..
 
٢- وإما أن يكون مصادقًا لك يقبل المكاشفة بصدر رحب ورطيب..
 
المحسوبيات كثيرًا ما تأتي تحت بند (دقة الصدر) أو (الواو) أو (المصلحة) أو (السُلطة) أو (الولاء)
أو أن تجتمع في (سَلطة) جماعية من كل ما سبق متصدرة بموقف كثيرًا ما يأتي ظالمًا بعيدًا عن كونه منصفًا بالنادر!
 
في نظري المحسوبية تبقى محسوبية وإن كانت في قالب النوايا الحميدة في بعض الأحايين..
 
يا أعزاء
هل كل محسوبية سيئة؟ بالطبع لا. والعكس صحيح ولو بحثنا عن المجالات فهي شتى..
 
حسنًا..
 
لنذكر بعضًا منها غير متناسيين أن البقية طلقات حيّة في بندقية الواقع العجيب.. تستوجب التخزين لحين!
 
• هناك محسوبية بين المواطن ووطنه وتأتي غالبًا بالمنفعة.. كانتماء لحماية واستمرارية من باب الولاء للشيء.
 
• أيضًا لدينا محسوبية بين الموظف والمدير وتنقسم لشقين.. (نافعة و مُضِرة) تأتي من باب السُلطة أو المصلحة أو الولاء.
 
• أما الأكثر شيوعًا بيننا هي محسوبية المحبة والعداوة والتي يطغى فيها الشر على الخير وتأتي تحت عقل مضغوط بفعل (لنكن معًا).
 
كثيرًا ما نجد أن فلان يحبك من محبة فلان لك، وفلان يكرهك من كره فلان لك، بسبب أو دونه، وهكذا تباعًا وأنت (يا غافل لك الله).
بعيداً عن كون (المقصود) و(تابع المتبوع) على وصال مباشر.
 
هذه هي وتيرة القطع والوصل ما بين (يستحق ولا يستحق) في عالم المتبوع والتابع الأعمى أحيانًا ساكنين الفكرة وناكسين الوضع دون إدراك تحت وطأة التمدن الفكري الذي يُحيلهم إلى التندم الفعلي.
بعيدون تمام البعد عن الدندنة بالمعتقدات قديمًا (ويارب سترك).
 
• محسوبية الصداقة الأوفر حظًا هذه الأيام في نظري، وعالمها شاسع يُحيل المفارقات والمثيلات إلى محطة ممتلئة بالمتاهة، تأتي بنكهة الظلم أو الإنصاف كأشياء غير مكتملة أو صِلات حلقاتها مفصولة ومفقودة!
 
• محسوبية رب الأسرة، تأتي من باب الولاء أو المحبة أو السُلطة والفرضية، (فيها عَمار و فيها دَمار).
 
• محسوبية مُتفرعة ومُتشرّعة (غسيلها كثير جدًا) ومُصنفاتها أكثر نأتي لما يخصنا منها بعيدًا عن النطاقات الأخرى.
لنرى العلاقة على برامج التواصل الاجتماعي تعاملًا وتواصلًا بمعرفة أو دون
(منافحات، مطاحنات، معاسرات، دقة صدر، وقاية، مصلحة، مُراعدات، تحولات ضمائرية، لكمات لا إنسانية، وقليل جدًا ما تجيء من باب المحبة والولاء والهداية والارتقاء والانصاف، ولا ننكر وجودها.
 
لذلك تشتد المحسوبية أمام العيانِ وصلًا.. و خلف الكواليس بطريقة أخرى أقل توريطًا، فاصلين هندسة الفكر أو الحرف عن هندسة الوعي والفعل.
 
كل شيء خُلق على الفطرة إلا هذه المحسوبية التي جاءت دخيلة على نطفة الإنسان التي جُبِل عليها، لا اختلاف في بياض بعض الرؤى وعلينا الإقرار بالحق كيفما كان.
 
دعونا نُدر رقابنا ونلتفت تفحصًا لتفاصيل الحقائق في مرآة الحياة اليومية.
نتساءل كثيرًا كيف السبيل لاضمحلال هذه النوابت الغير قانونية في الشريعة الإنسانية
وأثق بأن هناك من سيمنحنا الخلاص من هذه المُسائلة يومًا ما.
 
إن على الدخلاء أصحاب النوايا الخاسرة إعادة النواصب حيث يجب كمساهمة من باب (الصدقة الجارية) للإصلاح، وليعلموا أن لا شموخ دون (مخ) ليأخذوا ما يسوؤهم تاركين لنا ما ينفعنا ورافقتهم السلامة
 
انتبهوا للمسألة قبل أن تتفاقم يا سادة، واعلموا بأن لكل قاعدة شواذ.
 
مخرج
 
انتهت قهوتي دون محسوبية بيني وبين السُكّر.
 
 
11 أكتوبر 2014

No comments:

Post a Comment