Friday, January 9, 2015

درة من الله زيارة عاشوراء // أم حسين

 
 
"إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت وولت حتى لم  يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، فليرغب المؤمنون في لقاء الله عز وجل، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين الباغين إلا برما".

كلمات عشق خلدها التاريخ لإمامنا الحسين، هو ذات العشق الذي خلف وراءه واقعة الطف بكل ما تحمله من مآسي أعادت للإسلام مجده وخلوده، فقال عنه جده رسول الله
(حسين مني وأنا من حسين)
 
فلولاه لما قامت للدين قائمة من جديد بعد الذي أحدثوه في الإسلام من تحريف وانحراف حتى استدعى الأمر إحداث هزة عنيفة لأنفس المسلمين لتحيا..
 
احتاج القوم..
 
لسماع صوت ضلوع أبن نبيهم تتهشم تحت حوافر الخيول..
وأن ترى أعينهم رأسه مرفوعًا على القنا ونساءه وأطفاله خلفه سبايا..
 
تلك القلوب احتاجت لموت طفلته حزنًا وكمدًا على  رأس أبيها المقطوع في حجرها..
 
هناك حيث كربلاء ندى جبين الإنسانية وسيبقى كذلك لما فعلوه من جرائم في حق الحسين (ع)، لا لشيء سوى أنه الداعي لله في حياته ومماته، فتمحور التقرب لله جل جلاله حوله.
 
حدثنا أئمتنا بالكثير عن عظيم الأجر والأثر لزيارته عليه السلام من قريب ومن بعيد.
قال إمامنا الباقر (ع): لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (ع) من الفضل لماتوا شوقًا، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه؟ قال:
من أتاه تشوُّقًا كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أُريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظًا سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكّل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات سنته، حضرته ملائكة الرحمة، يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويُفسح له في قبره مدّ بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروّعانه، ويُفتح له باب إلى الجنة، ويُعطى كتابه بيمينه، ويُعطى يوم القيامة نورًا يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد:
هذا من زوار قبر الحسين بن علي (ع) شوقًا إليه، فلا يبقى أحد في القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين بن علي.
 
كما وتحدثنا الروايات عن نفس الأثر على النفس وحياة الفرد إذا ما التزم بقراءة زيارة عاشوراء، حيث أنها تُعتبر من الزيارات المشهورة، وترتكز على ثلاثة محاور أساسية تنقسم على قسمين:
 
1- جانب أخلاقي يتمثل في تهذيب النفس من خلال استشعار عظيم تضحيات الإمام وجلل مصابه.
 
2- جانب عقائدي يتمثل في التبري من أعداء محمد وآل محمد والتولي بمحمد وآل محمد ومحبيهم.


سنتناول تلك المحاور بتفصيل في المقال القادم بإذن الله
 
 
10 يناير 2015

No comments:

Post a Comment