Friday, May 23, 2014

بين العلم والعمل


منذ أن يولد الإنسان هو في حركة دائمة لتحصيل العلوم، فيتنقل بين مراحل العلم ودرجاتها، فبحواسه يكون قسما، وبعواطفه قسما، وبعقله قسما آخر من العلم، وهكذا.

إلا أن الأهم من ذلك هو استثمار هذه العلوم والعمل بها، فلو كنت متخصصا في مجال التغذية مثلا، لكنك لا تلتزم بهذا العلم فلا فائدة من علمك، ولو كنت عالم أخلاق، ولم تلتزم بتطبيق هذا العلم فلا فائدة هنا أيضا، فالعلم شيء والعمل به شيء آخر، والمسافة بعيدة جدا بين العالم العامل، والعالم بلا عمل.

نقول بأن كل حركة تحتاج إلى معرفة، وهذا يعني أننا نحتاج أن نتعلم، ونحتاج أن نخطط، ونحتاج أن نتدبر النتائج بشكل علمي قبل الإقدام على أي عمل، ولا إشكال في ذلك، إنما الإشكال في أن نتعلم ولا نعمل بما تعلمناه، وأن نخطط ولا ننفذ، فإن هذا العلم حينها يكون وبالا علينا، ولا خير فيه، بل إننا سنحاسب حساب العالم، ونحن نعمل عمل الجاهل.

كذلك العمل بلا علم يضر ولا ينفع على الأغلب، فالعمل مع الجهل قد يؤذينا كأفراد، وقد يؤذي المجتمع، وقد يؤذي أمة بأكملها، والشواهد على ذلك كثيرة لو تتبعناها، فبكل بساطة من يجهل خطر الكهرباء بلمسة منه على أي سلك قد ينهي حياته.

إذا المطلوب منا هو التعلم ثم العمل، فإن العلم بلا عمل لا طائل منه، والعمل بلا علم مهلك للفرد وللمجتمع، أما العمل على أساس العلم فهو الذي يرتقي بنا أفرادا وجماعات، وهو الذي يبني الأمم والحضارات.

همسة: إذا لم تعمل بما تعمل فإنه لا يبقى، فهذا العلم الذي اكتسبته يزكو بالعمل، وإلا فإنه يرحل، وقد ورد عن أمير المؤمنين علي  (ع): " الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ".

محمود سهلان
22 مايو 2014

No comments:

Post a Comment