Friday, May 9, 2014

زوايا الصورة

الصورة لحظة مر بها المصور أعجبته فأراد لها أن توثق وتحفظ، فالتقط كاميرته واختار زاويته بعناية فائقة وأضاف الإضاءة المناسبة ليجسد الإحساس الذي يشعر به ليضفي بذلك دلالة بلاغية وجمالية، فكانت صورته تحاكي مفردة لغوية بل قد تفوقها إبداعاً.

عندما يرى الناس الصورة تختلف رؤاهم فالبعض يراها جميلة، والآخر يراها معتمة، وهناك من لا يفهم المغزى منها.. ويبقى المعنى الحقيقي لدى المصور فهو من عاش تلك اللحظة وجسدها بما يراه مناسباً.

والحياة عبارة عن مجموعة صور لقضايا مختلفة، تتباين الرؤى في تقييمها فكل منا ينظر لصورة من زاويته التي لا يراها الآخر والتي قد تكون أيضاً زاويته مظلمة أو مشوشة بالنسبة لك.

تتدخل عوامل كثيرة في تحديد زاويتنا للنظر للمواقف، أهمهاالقدرة على الفهم والإدراك والتي ترتبط بعلاقة طردية مع المخزون الثقافي والعلمي فكلما كان الفرد مطلعا كلما كانت زاويته أدق.

الحالة النفسية للفرد من أهم عوامل التشويش التي تؤثر سلباً على اختيار الزاوية المناسبة.

نوعية العلاقة التي يرتبط بها الفرد مع من في الصورة، فعندما نحكم على موقف ما يقفز إلى مخيلتنا  الإنطباع العام عن الفرد، فنتخد زاوية متطرفة ونكون أبعد ما يكون عن الزاوية المناسبة.

عوامل أخرى كثيرة تحدد زوايا وجهات النظر، وما أن يدركها الإنسان حتى يستطيع أن يتفهم زوايا وجهات نظر الآخرين، ويكون أكثر مرونة لينتقل من زاويته الخاصة إلى زاوية الآخر.. يقف وينظر من خلالها وإن كانت مشوشة قد يضيف إليها إضاءة بتحليل وجداني أو علمي.. قد لا يتغير رأيه السابق ولكن الصورة ستكون أكثر وضوحاً.

وهكذا نستمر بالإنتقال من زاوية لأخرى حتى نرى حقيقة الصورة، وقد لا نراها.. ولكنها ستكون محاولات فتحت لنا آفاق معرفية وضيقت المسافة بين رؤانا ورؤى الآخر.

وستبقى هي صورة..

أم حسين
2 مايو 2014

No comments:

Post a Comment