Saturday, May 24, 2014

إيران بين الحصار والوعي

حظيت أمس بشرف صلاة الجمعة جماعة في الحرم الرضوي عند الإمام الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام، وقبل الشروع في الصلاة ألقيت الخطبة وكانت باللغة الفارسية، بعدها ألقيت نبذة مختصرة لنفس الخطبة باللغة العربية للوافدين العرب.

تحدث خطيب الجمعة عن موضوع النووي والحصار الإقتصادي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكرر ما يردده آية الله السيد الخامنائي بأن الحصار الإقتصادي لن يجعل إيران تتنازل عن صناعة النووي.

تتركز أهداف الحصار الإقتصادي على الدول (كما يحددها العقيد وليام ديفلاك)، في محاولة لإحداث تغيرات في تصرفات حكومة الدولة التي صدرت هذه الإجراءات ضدها وذلك مع اختلاف التفاصيل بالنسبة لكل حالة.

طبق الحصار كخطوة لضغط على الحكومة الإيرانية من خلال عدم توفر المتطلبات الصناعية التي تجعل المعيشة أكثر يسرًا ورخاء لشعبها وبالتالي يضغط الشعب على الحكومة فتستجيب لمطالب الدول العظمى.

مع ذلك لم يجلس الشعب الإيراني ليندب حظه بل فكر وأنتج كل ما يحتاج إليه من أصغر الأشياء كلعب الأطفال إلى أضخم الأشياء كالطائرات والصواريخ، وما عاينته خلال أربع زيارات لإيران في العشر سنوات  الماضية، أنها في تطور مستمر وأن الحصار جاء بنتيجة عكسية لما كان يرجى منه، وكان ذلك بفضل إيمان ووعي وإرادة الشعب الإيراني الذي انتشل نفسه من مصاف دول الدرجة الثانية ذات الشعوب المستهلكة واصطف في مصاف الدول المنتجة.

استقبل الشعب الإيراني الحصار كرسالة تحدي وعاد إلى ذاته وفكر ليخلق احتياجاته بما يتناسب مع بيئته وثقافته ليصنع شخصية مجتمعية مستقلة تحررت من الإستعمار الغربي وكونت لنفسها قواعد إنسانية، ثقافية وصناعية قوية باستطاعتها مجابهة الدول العظمى.

فهل نحتاج إلى حصار من هذا النوع لننفض الكسل والفراغ الذهني المفروض علينا بفعل الإستعمار الثقافي والإقتصادي الذي يطبق المعادلة القائلة بأن الإنسان الشرقي من عرق أدنى، وإنه مُستهْلِكٌ لما يصنعه الإنسان الغربي المفكر ذو العقل المنتج، فيبقى في حاجة دائمة إليه فيعيش مستعمَرًا طيلة حياته.

فمتى نعود إلى ذواتنا!!؟

لنكمل مسيرة حضارتنا التي عبث فيها الإستعمار بأساليبه الثقافية والإقتصادية القذرة.

أم حسين
24 مايو 2014

No comments:

Post a Comment