Friday, May 16, 2014

معايير المصاحبة ومراتبها

قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق. [أصول الكافي].

وردت هذه الرواية في باب من تجب مصادقته ومصاحبته، وفيما يلي نستنتج منها بعض النكات، وأهمها ما وضعه الإمام (ع) من معايير نزن عن طريقها الآخر، لنعرف من خلالها إن كان يصلح مصاحبته أم لا، ونعرف من أي مرتبة هو إن صح التقسيم التالي:

هناك صفتان من الصفات الحسنة، يقابلهما صفتان من الصفات السيئة، أما الحسنتان فهما العقلانية وكرم الأخلاق، ويقابلهما الحمق واللؤم، فينتج لدينا أربع مراتب حسب القرائن الأخرى في الرواية، وهي:

المرتبة الأولى: من اجتمعت فيه صفتا العقل وكرم الأخلاق، وهي أعلى المراتب.

المرتبة الثانية: يليها في المرتبة كريم الأخلاق، حتى مع عدم الإستفادة من عقله، للتوكيد الذي سبق في قول الأمير (لا تدعن).

المرتبة الثالثة: ثم ذو العقل وإن لم تحمد كرمه، فتستفيد من عقله مع احتراسك من سوء أخلاقه، وقرينة تأخير المرتبة عدم التأكيد كما في المرتبة السابقة، والإكتفاء برفع الحرج والضرر مع الإحتراس كما مر.

المرتبة الرابعة: اللئيم الأحمق، وهي أخس المراتب، وعليك الفرار من صحبته، فلا فائدة ترتجى منه، حتى لو أنه أراد نفعك أضر بك.

في الختام أقول أن علينا محاولة كسب الآخر، وإن لم نستطع فلنحيده عن العداء ما استطعنا، وكذلك بالنسبة للمرتبة الرابعة، فالفرار من الصحبة لا يعني عدم التزام الآداب الإسلامية معه، أو تجاهله نهائيا، فالأمر خاص بالفرار من الصحبة فقط لا أكثر.

محمود سهلان
13 مايو 2014

No comments:

Post a Comment