Thursday, May 29, 2014

دائرة الحب واسعة // محمود سهلان




لا بد للمؤمن من مراعاة الجانب الأخلاقي في شخصيته، والعمل على تقويته بشكل متواصل، فإن الأخلاق الحسنة هي اللغة الأقوى التي من شأنها لم شمل الناس في ظل اختلاف معتقداتهم وتوجهاتهم وطوائفهم وقومياتهم ... إلخ.

دوائر الإنسانية واسعة ومتعددة، تبدأ بدائرة الإنسان كل الإنسان، ثم تخصصها بعض المميزات، فتتضيق الدائرة شيئا فشيئا، فتتكون لدينا دائرة الأديان السماوية مثلا، فيخرج الملحدين من الدائرة، ثم دائرة الإسلام، وهي أضيق طبعا، ثم دائرة التشيع، وهكذا تتضيق الدائرة مع توفر المائز، وكلما تضيقت فإن العلاقات تأخذ رونقا خاصا، إلا أن ذلك يجب أن لا يمنعنا من معاملة الأبعد بالحب والأخلاق الحسنة، إلا من شذ لسبب أو لآخر، وإلا فإن حب الإنسان هو المطلوب منا، وعندما نبغض يجب أن نبغض العمل لا أن نبغض الإنسان، فقد يتغير هذا الإنسان يوما ما، ويعود لجادة الصواب.

من الأقوال الرائعة الصادرة عن أهل البيت (ع)، يحضر في ذهني قول أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر: "فإنهم - أي الناس - صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، وما أجمله من قول، وما أجمل امتثال المؤمن قول إمامه، فلو طبقنا هذا القول فإننا على أقل تقدير سنحترم إنسانية الآخر، لننطلق بعدها للتعامل معه على أساس من الحب، لننفتح عليه وينفتح علينا، لنلتقي معه على كلمة سواء لا على الخلافات والتقاتل، ولنكون العادلين معه لا لنكون الظالمين.

وفي ذكرى المبعث النبوي الشريف أذكرك بقوله (ص): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ومن هذه الكلمة تتضح قيمة الأخلاق وأهميتها، وضرورة الإلتزام بها والسعي لكمالها وتمامها، ولا شك أنها هي من أهم عوامل صلاح الأمة بل العالم أجمع.

وأختم قائلا: إذا أردنا أن نعيش بسلام، وإذا أردنا أن نبني هذه الأرض، وأن نبتعد عن المشاحنات والحروب والتقاتل، فإننا لسنا بحاجة لأكثر من التعامل على أساس من الأخلاق والمحبة المتبادلة.
 
 
26 مايو 2014

No comments:

Post a Comment